د.أحمد جاد
| 1ـ كَأَنَّا فِي النَّوَى أَشْلَاءُ غَيمٍ |
| تُبَعْثِرُهُ الرِّيَاحُ كَمَا تَشَاءُ |
| 2ـ وَتَجْمَعُ شَمْلَهُ بَعْدَ افْتِرَاقٍ |
| لِتَذْرُوْهُ، فَكَيفَ لَهُ النَّجَاءُ؟! |
| 3ـ نُفَرَّقُ ثُمَّ نُجْمَعُ لِافْتِرَاقٍ |
| فَمَا نَدْرِي بِأَيِّهِمَا نُسَاءُ؟! |
| 4ـ أَخُو ظَمَإٍ وَنَهْرُكَ فِيهِ يَجْرِي |
| وَأَنْتَ لِقَيظِ مَنآكَ الشِّتَاءُ |
| 5ـ أُسَافِرُ فِيْ فَضَاكَ وَلَسْتُ أَدْرِي |
| بِأَنَّ هَوَاكَ لَيْسَ لَهُ انْتِهَاءُ! |
| 6ـ أَزِيْدُ تَدَانِياً وَتَزِيْدُ بُعْداً |
| كَأَنَّكَ فِيْ تَنَائِيهَا السَّمَاءُ |
| 7ـ وَيَنْزَعُ نَأْيُهُ زَهْرَ الْأَمَانِي |
| فَلَيسَ بِغَيرِهِ حَاءٌ وَبَاءُ |
| 8ـ أَمَا يَدْرِي بِأَنَّ هَوَاهُ عُمْرِي |
| إذَا مَا غَابَ أَبْلَانِي الشَّقَاءُ؟! |
| 9ـ إِذَا مَا غَابَ عَنْ عَينِي لِيَومٍ |
| يَضِيقُ الْكَونُ أَجْمَعُ وَالْفَضَاءُ |
| 10ـ أُعَانِي ضَيعَةً مَا غِبْتَ عَنِّي |
| وَإِنِّيْ رَغْمَ مَا أَلْقَى الْفِدَاءُ |
| 11ـ كَأَنِّيْ بَعْدَهُ أَضْغَاثُ حُلْمٍ |
| فَلَا يَحْلُوْ الصَّبَاحُ وَلَا الْمَسَاءُ |
| 12ـ وَلَسْتُ بِغَيرِ مَرْآهُ بِشَـيءٍ |
| فَإِنِّي بَعْدَ مَنْآهُ غُثَاءُ |
| 13ـ إِذَاْ مَاْ أَظْلمَتْ أَيَّاْمُ دِهْرِيْ |
| فَلَيْسَ بِغَيْرِ وَجْهِكِ يُسْتَضَاْءُ |
| 14ـ كَنُورِ الشَّمْسِ لَيسَ لَهُ مَثِيلٌ |
| وَلَيسَ بِغَيرِهَا أَبَداً غِنَاءُ |
| 15ـ يَفُوحُ الزَّهْرُ إِنْ مَسَّتْ يَدَاهُ |
| وَيَخْجَلُ مِنْ نَضَارَتِهَ الضِّيَاءُ |
| 16ـ إِذَا مَسَّتْ أَنَامِلُهُ أَكُفِّي |
| فَلِلرَّيْحَانُ فِيْ كَفِّي كِفَاءُ |
| 17ـ كَمَسِّ الْوَرْدِ فِي كَفِّيْ وَأَنْدَى |
| وَفَوحِ عَبْيرِهِ، نِعْمَ الْعَطَاءُ |
| 18ـ كَصَحْرَاءٍ بِلَا مَاءٍ تَرَامَتْ |
| وَلَيسَ لَهُ سِوَى يَدِهِ رِوَاءُ |
| 19ـ كَلَيْلِ سَفِينَةٍ فِيْ عَرضِ بَحْرٍ |
| بِإِعْصَارٍ يَمُوْجُ بِهَا الْبُكَاءُ |
| 20ـ سَأَحْفَظُ وُدَّهُ مَا دُمْتُ حَيًّا |
| وَلَيسَ بِمَانِعِي إِلّا الْفَنَاءُ |
| 21ـ سَتَبْقَى رَغْمَ سَعْيِكَ فِيْ فِرَاقٍ |
| فِرَاقٍ لَيسَ يَتْبَعُهُ لِقَاءُ |
| 22ـ وَأَحْفَظُ مَا خَلَفْتَ بِغَيرِ ذَنْبٍ |
| وَلَولَا الْخُلْفُ مَا عُرِفَ الْوَفَاءُ |
| 23ـ فَلَا تَنْزَعْ يَداً يَوماً فَإِنِّي |
| طَوَانِي فِيْ غَيَاهِبِهِ الْجَفَاءُ |
| 24ـ تُجَاهِدُ أَنْ تُبَدِّدَ فَيْضَ حُبٍّ |
| كَأَنَّ جِمَاعَ مَا خُضْنَا رِيَاءُ |
| 25ـ وَمَالِي حِيلَةٌ إِلَّا التَّمَنِّي |
| وَلَيسَ لِمَا نُعَانِيهِ دَوَاءُ |
| 27ـ وَمَا أَدْرِي بِمَا أُسْلِي فُؤَادِي |
| فَمَا يُغْنِي التَّصَبُّرُ وَالْعَزَاءُ |
| 28ـ كَذَا الْأَقْدَارُ تَفْعَلُ كَيفَ شَاءَتْ |
| وَيُحْكِمُ أَمْرَهُ فِينَا الْقَضَاءُ |
