ا.صلاح أمين
سُـبْحَانَ مَـنْ خَـلَقَ الْـجَمَالَ وصَـوَّرَهْ
سُـبْـحَانَ مَــنْ خَـلَقَ الْـعُيُونَ لِـتُبْصِرَهْ
عَـــيْــنٌ كَــعَـيْـنِ الــنَّــاسِ إِلَّا إِنَّــهَــا
تَـغْـزُو الـضَّـمِيرَ مِــنَ الْـفُـؤَادِ لِـتَـأْسِرَهْ
وكَـلَامُـهَـا كَـشِـفَاهِهَا قُــلْ بَـلْـسَمًا
تَـشْفِي الْـجِرَاحَ مِـنَ الْـحَبِيبِ مُخَدَّرَهْ
قَــدَرٌ هَــوَاكِ عَـلَـى الـنُّـفُوسِ بِـنَظْرَةٍ
وَقْـعُ الـلِّحَاظِ عَـلَى الْـحَشَا مَـنْ قَدَّرَهْ
حِــيــنَ الْـتَـفَـتُّ لِـلَـحْـظَةٍ لَا أَنْــتَـوِي
ولَــمَـحْـتُ عَــيْـنًـا لِـلْـغَـزَالِ مُــحَـوَّرَهْ
أَدْرَكْــتُ أَنَّــيَ فِــي الـشِّـرَاكِ مُـقَـيَّدٌ
والـسَّهْمُ أُلْـقِيَ فِـي الـلِّسَانِ فَعَثَّرَهْ
فَـتَـرَكْتُ عَـيْـنِيَ وَالْـفُؤَادَ مَـعَ الْـحِجَا
يَـشْـكُو الْـطَّـرِيحُ لِـمَنْ يُـفِيقُ لِـيَعْذُرَهْ
مُـضْـنَـاكِ يَـــا أُخْــتَ الْـبُـدُورِ وضَـيِّـهَا
خَـبُـرَ الْـجَـمَالَ مِــنَ الـنِّـسَاءِ وخَـبَّرَهْ
لَـكِـنَّ وَجْـهَـكِ فِــي الـنِّـسَاءِ عَـجِيبَةٌ
صَــبَـغَ الـصَّـبَاحَ مِــنَ الـضِّـيَاءِ فَـنَـضَّرَهْ
زَهْــرُ الـرَّبِـيعِ عَـلَـى الْـخُـدُودِ بِـوَجْـنَةٍ
أَهْــدَى الْـوُجُودَ مِـنَ الـرَّحِيقِ فَـعَطَّرَهْ
قَـرْضُ الـشِّفَاهِ مِـنَ الـشِّفاهِ وخَلْفَهَا
أَنْـــضَــادُ نُـــــورٍ لِــلْـعُـقُـولِ مُــحَـيِّـرَهْ
تَـمْـشِـي فَـتَـرْفُـقُ بِـالـطَّرِيقِ تَـلَـطُّفًا
كَـالـطِّفْلِ يَـحْـبُو فِـي الـطَّرِيقِ لِـيَعْبَرَهْ
وسَـأَلْـتُـهَـا وَأَنَــــا الْـعَـلِـيمُ بِــرَدِّهَـا
بَــيْـنَ الـلِّـحَـاظِ عُـيُـونُـهَا أَمْ جَــوْهَـرَهْ
وسَـأَلْـتُـهَـا أَمِـــنَ الـنِّـسَـاءِ بِـأَرْضِـنَـا
ويَـــدَاكِ تَـــانِ أَمِ الـشُّـمُـوعُ مُــنَـوِّرَهْ
وهَـــلِ الْــكَـلَامُ إِذَا سَـمِـعْـتُ تَـرَنُّـمٌ
أَمْ سِحْرُ صَوْتِكِ فِي النُّهَى قَدْ أَسْكَرَهْ
أَتَــرَكْـتِ شَـيْـئًا مِــنْ جَـمَـالٍ لِـلـنِّسَا
لَــمْ يَـبْـقَ شَــيْءٌ لِـلـنِّسَاءِ لِـتُـظْهِرَهْ
يَـنْـبُـوعُ نَـهْـرٍ مِــنْ سَـحَـائِبِ وَصْـلِـهَا
شَـوْقٌ تَـنَامَى فِـي الـنُّفُوسِ فَـفَجَّرَهْ
رُوحَـــانِ فِـــي أُفُــقِ الْـوُجُـودِ تَـلَاقَـيَا
الْـعِـشْـقُ رَاقٍ وَالـنُّـفُـوسُ مُـطَـهَّـرَهْ
ودَعِـي الْـعَوَالِمَ فِـي الْخِصَامِ ورُزْئِهَا
مَــا عَــادَ مِـنْ أَعْـمَارِنَا كَـيْ نَـخْسَرَهْ
الــلَّــهُ قَـــدْ خَــلَـقَ الْــفُـؤَادَ بِـفَـطْـرَةٍ
عِـشْقِ الْـحِسَانِ وبِـالْهَوَى قَدْ عَمَّرَهْ
مَـهْـمَـا كَـتَـمْـنَا مِـــنْ هَــوَانَـا بَـرْحَـهُ
فَـضَـحَ الْـحَـنِينُ هَــوًى كِـلَانَـا أَضْـمَرَهْ
تُــخْـفِـي الـنُّـفُـوسُ أُوَارَهَـــا بِـتَـدَلُّـلٍ
تَـهْمِي الدُّمُوعُ عَلَى الْخُدُودِ لِتُسْفَرَهْ
فَـلِـمَ الـتَّـرَاخِي كَــيْ نَـعِـيشَ لِـحُـبِّنَا
فَـلَـقَـدْ أَضَـعْـنَـا مِـــنْ هَـنَـانَـا أَكْــثَـرَهْ
أَرَأَيْـــتِ عُــمْـرًا فِــي الْـوُجُـودِ بِـعَـائِدٍ
أَرَأَيْـــتِ مَــنْ رَفَــضَ الـرَّحِـيلَ فَـأَخَّـرَهْ
مَــنْ يَـمْـنَعِ الْـقَلْبَ الْـحَيَاةَ إِذِ الْـهَوَى
يَـــرْجُ الْـهُـدَى مِــنْ رَبِّــهِ وَالمغفرة