أ.طاهر السعدي المريسي

أقفُ على خشبةِ المسرح

كطائرِ الماء الخرافي،

 أتأمَّل بقايا الحوائط المتناثرة في

 رحم الصُّورة المتطايرة كأجنحة الفراش،

 الأطفال يتشبَّثون بالجسور هنا وهناك،

 لم يبقَ سوى جرس الأوتاد المطموسة،

 وقاذفة الحروف النحاسية المتناسلة في النص،

مع غوَّاصة تجسُّسٍ تخلع نعليها في

البحر المتوسط

بسكون موحش ورعب رسومات رافائيل

 ترقص الحروف النازفة على مسارح

عزيف الجآن السَّارقة للسَّمع،

 لم يَعُدْ للكلمات المسجورة صدى

تتفجَّر الأحزان بقنابل الصَّمت المكبوتة

قبل عودة النَّوارس المهاجرة من القارَّات،

فتنصهر قبَّعة الثَّلج بشموع تراتيل

مواربة البوح،

السّحر يوسوس للنَّدى على أوراق

الصَّباح المترهِّلة

 قبل أن تشرعَ الشَّمس بالهبوط،

وقبل أن تغرق بأنوار المدينة

تقرع ومضة الاشتياق نوافذك بحذر، لتحلِّق

كنسْرٍ بجدران غرفتكِ شاحبة الألوان،

 ترفرف أمام عينيكِ الجميلتين الواسعتين

 وخديكِ المترهلين كفراشة ملكيَّة

 جاءت من غابة الأمازون

 كأنَّها المبعث من حقوق الفجر

 المتمازجة والمتماوجة في البحر الزاخر

 بدمدمة الأمواج المتوثِّبة السَّابحة على

سطح السَّطر باهتياج كابوس جاثم يغتال النَّص، تتطاير

 الحروف كشعلة بالسماء تتساقط نورًا، عارية

حافية في إيقاع النبض الآلي

 المتنورسة في جزر البعد كقطيفة فيروزية

تخطف القلب بريشة قصب اليراع الذهبيَّة

فتبدو كأنها أثمار النارنج والكروم في حقل المعرفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *