إلى آلاء النجار
أ.محمود جمعة
داستْ على الجرحِ القديمِ وعودُ
لا شيءَ في هذا الفضاءِ جديدُ
في آخر النفقِ المخضّبِ طفلةٌ
حُلتْ ضفائرُ عمرِها وشهيدُ
الراقصونَ على المنابرِ صفقوا
والواقفون على الثغورِ أبيدُوا
قلبي على نيرونَ أصبحَ فريةً
والنارُ تحت الجلدِ يا (أسدودُ)
يا أيها العربُ المهاجرُ طيرُكم
في السربِ تسعُ حمائمٍ وعبيدُ
أما الحمائمُ قد كبرنَ على يدي
أما العبيدُ فخائنُ وقعيدُ
الآء أم المترفينَ بعزّهم
آلاءُ من كرمِ الدماءِ تجودُ
قرأتْ لهم قبل الفراقِ حكايةً
في (السنديانَةِ) قاتلٌ وشريدُ
عن ظبيةٍ كمدا تعانقُ جرحَها
(عتليتُ) بوحٌ في الظلامِ طريدُ
عن (ديرِ ياسين) التي في دارِها
مازال يحيا عاشقٌ ومريدُ
عن نجمِ (بيسانَ) المقاتِل خوفَه
وبكى لأن رصاصتينِ يريدُ
ما ضرني (شتيرنُ) اللعينُ وهدنِي
لكنّ طعن العاربينَ شديدُ
كيف استدارَ الذئبُ خلفَ ظهورِنا
كالقرمطيِّ لأورشليمَ يعودُ
آلاء هذي غزةٌ في عرسِها
حناؤها وسط الدّما مفقودُ
هذي الظباءُ بغير حاميةٍ لها
وسهامُ حراسِ الظباءِ تصيدُ
سبعون عاما لا ترّوى أرضُنا
وتظل ساقيةُ الدماءِ تعيدُ
سبعون عاما تستحمُّ عيونُنا
وتعودُ تخذلنا الرؤى وتعودُ
سبعون عاما تكتوي أسماعُنا
ما قاله الصهيون والتلمودُ
آلاء تبكيها رفاتٌ تسعةٌ
وتقولُ لا تبكي فنحنُ شهودٌ
عودي لقائمة الجراح وضمدي
طفلين نادى فيهما الأخدودُ
فرعونُ لم يقتل سوى أجنادِه
لكن موسى النيلِ سوف يعودُ
هامان في البلدِ القريبِ سينتهي
ويجيء من رحمِ البلادِ وليدُ
ليقولَ للتسعِ الشهودِ استبشروا
واللهِ نصرُ اللهِ ليسَ يحيدُ
صوغوا على الأسماعِ آيةَ نصرِكم
ف (لأغلبن ..) وسيفُها ممدودُ
ستجوس في هذي الديار ضراغمٌ
وليعلوَن زئيرُها ويسودُ
وسيطفئ النمرودُ قهرا نارَكم
فلغيرِ وجهِ اللهِ ليس سجودُ
ضمّتْ رفاتَ المتعبين بقلبِها
واللهُ في ثمرِ الفؤادِ ودودُ
واعتزت الأرضُ الرؤومُ كجدةٍ
في حضنها الرقراقِ نام حفيدُ
قالت وحزنُ الأرضِ ملءُ دموعِها
من بعد تسعٍ يا فؤادُ وحيدُ
توضيح:
أسدود –السنديانة – عتليت – بيسان – دير ياسين.. قرى فلسطينية هجر أهلها وارتكبت ضدهم المذابح في نكبة ٤٨
شتيرن : إحدى العصابات الصهيونية المجرمة التي ارتكبت مع غيرها كالهاجاناة جرائم ومذابح وتهجير في نكبة ٤٨