أ.صلاح أمين

عَيْنٌ مُسَهَّدَةٌ والْقَلْبُ يَحْتَرِقُ

         لَيْلٌ طَوِيلٌ وجَفْنٌ شَابَهُ الْأَرَقُ

والْعَقْلُ لَا يَرْتَوِي مِنْ ذِكْرِ صَاحِبَةٍ

         فِي عَيْنِهَا حَوَرٌ فِي خَدِّهَا أَلَقُ

ومِنْ يَدَيْهَا شَرِبْتُ الْحُبَّ مُنْتَشِيًا

         لَمَّا شَرِبْتُ عَذَرْتُ كُلَّ مَنْ عَشِقُوا

وكُنْتُ أَحْسَبُهُمْ فِي عِشْقِهِمْ كَذَبُوا

         لَمَّا عَشِقْتُ عَرَفْتُ أَنَّهُمْ صَدَقُوا

والشَّمْسُ سَاطِعَةٌ لَا نَبْتَغِي قَمَرًا

         واللَّيْلُ إِذْ جَنَّ تَشْتَاقُ لَهُ الْحَدَقُ

لَٰكِنَّ بَدْرِي وإِنْ تُحِطْ بِهِ شُمُسٌ

         كَالصُّبْحِ بَانَ فَيَزْدَانُ بِهِ الْأُفُقُ

أَنْتِ الْأَمَانُ وقَدْ عَزَّ الْأَمَانُ هُنَا

         أَنْتِ النَّجَاةُ وقَدْ أَوْدَى بِنَا الْغَرَقُ

أَنْتِ السَّلَامُ لِعَالِمٍ غَدَا حِمَمًا

         أَعْدَاؤُنَا فَجَرُوا أَصْحَابُنَا وَرَقُ

وغَايَةُ الْمِلْكِ فِي هَٰذِي الدُّنَا كَلِمٌ

         كَمْ مِنْ قَصَائِدَ فِي أَبْيَاتِهَا نَزَقُ

هَلْ حَرَّرَ الْقُدْسَ مَسْجُونًا قَصَائِدُنَا

         لَا خَيْرَ فِي اللَّفْظِ مَسْجُونًا ويَخْتَنِقُ

كَمْ مِنْ شَهِيدٍ مَدَى حَرْفٍ سَأَكْتُبُهُ

         وهَلْ تُعِيدُ الْحُرُوفُ الْقَوْمَ إِذْ حُرِقُوا

هَبْ أَنَّ قَوْمًا بِفَرْضِ زَعْمِهِمْ خَطِئُوا

         فَهَلْ جَزَاؤُهُمُو فِي شَرْعِهِمْ زَهَقُ

يَا عُرْبُ هَٰذَا سِلَاحُ الْجَوِّ يُمْطِرُنَا

         مِنْ فَوْقِهِ خَالِقٌ مَنْ تَحْتَهُ خُلِقُوا

أَمَا لِهَٰذَا الظَّلَامِ الْمُرِّ مِنْ نُهُرٍ

         مَتَى الصَّبَاحُ بُعَيْدَ اللَّيْلِ يَنْفَلِقُ

مَتَى لِقَاءُ حَبِيبٍ طَالَ غُرْبَتُهُ

         الرُّوحُ مِنِّي تَذُوبُ حِينَ نَفْتَرِقُ

بَيْنَ افْتِرَاقٍ ولَا نَرْجُو اللِّقَا أَبَدًا

         أَوِ افْتِراقٍ وقَدْ نَعُودُ نَحْتَرِقُ

زَالَ الطَّعَامُ فَيَرْعَى طِفْلُنَا كَلَأً

         زَالَ الْأَمَانُ فَضَمَّنَا هُنَا نَفَقُ

وعِنْدَ سُورِ حِصَارٍ عَاشَ إِخْوَتُنَا

         عَيْشَ السَّعِيدِ ومَا بِطِفْلِنَا رَفَقُوا

مَا ضَرَّنَا غَدْرُ أَحْبَابٍ لَنَا بَعُدُوا

            إِنَّا بِوَعْدِ إِلَٰهِنَا هُنَا نَثِقُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *