أ.صلاح أمين
سَـافَرْتُ فِـي شَـرْقِ الْبِلَادِ وَغَرْبِهَا
أَرْتَــــادُ مَــرْعًـى لِـلْـفُـؤَادِ فَـسِـيـحَا
يَـا قَـلْبُ عَـانِقْ كُـلَّ زَهْـرٍ فِـي الـرُّبَا
فَـوَجَدْتُ قَـلْبِي فِـي الـضُّلُوعِ جَرِيحَا
أَوَ بَـعْـدَ شَـيْـبٍ قَـدْ أَطَـاحَ بِـزَهْوَتِي
وأَحَالَ جِسْمِي فِي الْفِرَاشِ طَرِيحَا
وسُـنُـونَ مَــرَّتْ قَـدْ أَضَـعْتُ بِـطَيِّهَا
أَحْـلَامَ عُـمْرٍ فِـي الـسَّرَابِ سَـبُوحَا
نَـفْـسٌ تَــرُومُ مِــنَ الْـعَـلَاءِ سَـنَامَهُ
كَالْخَيْلِ يَرْكُضُ فِي السِّبَاقِ جَمُوحَا
تَـبْـنِي الـصُّـرُوحَ فَـتَسْتَهِيمُ بِـنَشْوَةٍ
فَــتَـرُوحُ تَـبْـنِـي بِـالـصُّـرُوحِ صُـرُوحَـا
وَ تَــنَــامُ تَــحْـلُـمُ بِـالـصَّـبَاحِ لَأَنَّــهَـا
أُخْــتُ الـشُّمُوسِ وَضَـاءَةً وطُـمُوحَا
لَا تَــرْتَـضِـي دُونَ الـنُّـجُـومِ مَـكَـانَـةً
وتَـرَى الْـقُعُودَ عَلَى الْحُظُوظِ قَبِيحَا
الـنَّـفْـسُ مِــثْـلُ الْـعَـادِيَاتِ ضَـبِـيحَةً
وَ الْـجِـسْمُ مِـثْـلُ الْـقَاعِدِينَ كَـبُوحَا
يَـا رَبِّ جِـسْمًا فِـي الـشَّدَائِدِ صَابِرًا
وأَرَاهُ يَــسْـعَـى لِــلْـعَـلَاءِ كَــدُوحَــا
الـنَّـفْسُ مِـنْ ضَـيِّ الـنُّجُومِ خَـلِيقَةٌ
والْـجِسْمُ يَـرْقُدُ فِـي الـتُّرَابِ رَدُوحَا
بَــــادِرْ مُـــرَادَكَ وانْـتَـزِعْـهُ مُـعَـانِـقًا
وَجْـــهَ الـسَّـمَـاءِ مُـغَـامِرًا ولَـحُـوحَا
تِـلْـكَ الْأَرَانِــبُ فِـي الْـجُحُورِ خَـبِيئَةٌ
والـنَّسْرُ يَـسْرَحُ فِي الْفَضَاءِ صَدُوحَا
يَـرْمِـي الْـفَـرَائِسَ لَا يَـهَابُ فَـرِيسَةً
مَـلَـكَ الـسَّـمَاءَ فَــلَا يَـخَافُ وُضُـوحَا
كَــمْ قَـائِـدٍ هَــزَمَ الْـجُيُوشَ بِـسَيْفِهِ
وتَــرَى الـطِّعَانَ بِـجِسْمِهِ وَجُـرُوحَا
ويَـمُـوتُ طَـرْحًا فِـي الْـفِرَاشِ كَـأَنَّهُ
مَـــا كَـــانَ يَـوْمًـا لِـلْـحُصُونِ فَـتَـوحَا
فَـلِـمَ الـتَّخَاذُلُ فِـي اقْـتِحَامِ مَـعَارِكٍ
قَــدْ صَـيَّـرَتْ وَجْــهَ الـظَّـلَامِ صَـبُوحَا
إِنَّ الَّــــذِي يَــرْجُـو الْــفَـلَاحَ مُــدَثَّـرًا
مِـثْـلُ الَّــذِي يَـرْجُـو الْـغُـرَابَ مَـنَوحَا
مَـنْ جَـدَّ حَـتْمًا فِـي الْـحَيَاةِ مُـوَفَّقٌ
وتَـرَى الْـكَسُولَ عَـنِ الْـفَلَاحِ نَزُوحَا
لَا شَــيْءَ غَـيْرُ الْـعِلْمِ يُـرْجَى نَـفْعُهُ
يُـنْـشِي شَـبَـابًا رَاشِــدًا وفَـصِـيحَا
إِنَّ الَّــذِي شَـغَـلَ الـشَّـبَابَ بِـأَرْضِنَا
مَــحْـضُ انْــحِـلَالٍ لِـلـشَّبَابِ أُبِـيـحَا
فَــتَـرَاهُ يَــرْقُـصُ كَـالـنِّـسَاءِ مُـخَـنَّـثًا
فَـيَـنَـالُ أَوْسَــمَـةَ الْـعُـلُـومِ مَـدِيـحَـا
وَتَـلُـوكُ أَلْـسِـنَةُ الْـمَـحَافِلِ بِـاسْمِهِ
فَـيَـصِـيـرُ فَــخْــرًا لِــلْـبِـلَادِ وَرُوحَـــا
فَـتَرَى الـصَّغِيرَ عَـنِ الْـفَضَائِلِ عَـازِفًا
وتَـــرَاهُ يَـجْـنَـحُ لِـلْـخَـبِيثِ جُـنُـوحَـا
مَـــا فَـــازَ يَــوْمًـا بِـالـسِّلَاحِ عَـدُوُّنَـا
لَٰكِـــنَّــهُ أَرْدَى الْـــخَــلَاقَ ذَبِــيــحَـا
هَٰذِي نَــصَــائِـحُ وَالِـــــدٍ ومُــجَــرِّبٍ
أُهْـــدِي إِلَــيْـكَ مُـعَـلِّـمًا وَنَـصُـوحَـا
شِــعْـرِي إِلَـيْـكُـمْ وَاضِــحٌ ومُـوَضِّـحٌ
فَــأَنَـا الـصَّـرِيـحُ وأَكْـــرَهُ الـتَّـلْـمِيحَا
