أ.طارق سليمان
اختاروا رفقة مبهجة.. تجعلكم تحبون السير في دروب الحياة
تختلفون وتتعاتبون ثم تخرجون من ذلك كله أكثر قربا من البدايات….
اختاروا رفقة دافئة.. يسمعون حكاياتكم وثرثراتكم لأكثر من مرة ولا يتململون من التكرار، بل لا يشعرونكم بهذا..
اختاروا رفقة تسمع حقائقكم الكونية التي لا تهم أحدا بشغف وسعادة، بل وتندهش من سماع الحكايات المعادة..
اختاروا رفقه راضية.. تستقبل كل من همومكم المسائية ورسائلكم الصباحية بنفس الصدر الرحب..
رفقة تفرحكم وتسعدكم.. وتشعركم بالإشباع عن اقتناع.. رفقة تحبكم بصدق وإخلاص ..
لا تخجلوا من الحب.. ولا تدفنون مشاعر الحب بداخل قلوبكم.. اجعلوا من القلوب منابر للنور ولا تجعلوها مقابر للشعور ..
قولوا لمن تحبونهم مباشرة إنكم تحبونهم.. لا تنتظروا الشكليات.. من سيبدأ أولا بالكلام.. أو من سيعترف أولا وكأنه اتهام..
من يهتمون بكم.. بادلوهم الاهتمام باهتمام أكبر.. وإياكم أن تقابلوا الاهتمام بجحود ونكران..
اقتربوا أكثر ممن يتقرب إليكم.. ولا تسيئوا الظن بهم.. ولا تبتعدوا كثيرا عمن يبتعد عنكم..
فالحياة أقصر من أن نغتالها بالتفاصيل.. وأجمل من أن نتجاهل ملامحها الجميلة بالحزن الثقيل..
الحب ليس ضعفا ولا قوة.. الحب أن ترتقي قليلا بإنسانيتك.. فتتسامى مادتك.. وتسمو روحك.. وتعلو همتك.. وتشحذ احساسك ويرهف.. وتكاد تلامس قدميك أديم الأرض.. وتعلو أذرعك بك قليلا فوق الناس فترى ما لا يرون.. وتشعر بما لا يشعرون ..
الحب عهد ووعد.. وعهود المحبين مواثيق غليظة.. ووعود المحبين غير قابلة للحنث وواجبة الوفاء ..
الحب سلام للنفس وارهاق وتعب للجسد.. سعادة وبهجة للروح.. وسهد وسهر للمادة ..
الحبّ أن ترى قدرك في عين مُحبّك.. تجد فعله يسبق قوله وقوله ينضح ودا.. مشاعره تسبق بَوْحُه لأنه يعلم أن روحه لم تفارقك.. سعادته عندما يحادثك تشي بها حروفه.. لا تعجزه المسافات وإن طالت.. ولا يشغله عنك شاغل إن أراد وصالك..
الحب الحقيقي هو مرورك بجميع مراحل الحياة بنجاح.. لأن هذا يعني أنك عرفت شخصا وأدركت عيوبه وظللت مصرا على الحياة معه رغم كل شيء..
الحب هو هذا الطقس السحري الذي أشعَل حروبًا وأهلَك أُسَرًا حاكمة.. وأسقَط ممالك.. وجعل ملوكا يتنازلون عن عروشهم وأنتج بعضًا من أرقِ الأدب العالمي وفنونه.. فالناس يغنّون للحب.. ويقتلون للحب ويعيشون للحب ويموتون للحب..

