أ.عراب القصيدة

ألمحُكَ في زوايا الوقت الخالية، في التفاصيل التي لا ينتبه إليها أحد، في نسمة تعبر وجهي ثم تختفي وكأنها كانت رسالتك…

أراكَ كلما حاولتُ نسيانك، كلما رتبتُ فوضى قلبي، كلما نفضتُ الغبار عن رفوف اشتياقي

كأنك موسيقى قديمة، أعرفها جيدًا، تُعيد ترتيب دقاتي بمجرد أن أسمع مقطعًا منها مصادفة

هل تصدق أنني بدأت أشتاقك حتى في اللحظات التي تكون فيها قريبًا؟

كأن حضورك لا يكفيني، كأنني أريد أن أراك وأراك حتى تختلط بك ملامحي، حتى لا أفرق بين نبضي ووجودك.

أنا امرأة تعلّمت أن تخبئ شوقها في كلمات عابرة، في ضحكة خجولة، في نظرة لا تستقر

ولكني حين أختلي بنفسي، أفكك كل ذلك، أبعثر الحروف حتى أراكَ فيها، أراكَ حرفًا أولًا وآخرًا…

أنا امرأة تريد أن تشاركك صمتَ المقاهي، أن تقرأ ملامحك أكثر من الكتب، أن تتكئ على كتفك كأن العالم كله صار مستقرًا هناك

أنا امرأة تشتهي أن تمشي معك تحت أول المطر، أن تضع كفها في يدك وتغني بلا صوت، أن تسألك أسئلة غبية عن معنى السحاب، وسبب تقلبات قلبها حين تراك

أنا تلك التي تفتعل الغياب، وتختبئ خلف الكلمات، وتراقبك من بعيد حين تظن أنها نسيتك

سأغيب قليلًا، لا لأني لا أريدك، بل لأني لا أستطيع أن أكون حاضرة دومًا بهذا الكمّ من التعلق…

سأغيب لأثبت لقلبي أنني قوية، وسأفشل غالبًا، ولكن لا بأسالفشل في الحبِّ فضيلة حين يكون المبتغى هو أنت.

كن مطمئنًا، لن أترك خلفي سوى دعائي لك، وذكريات صغيرة تسكن جيبك، تخرجها حين تشتدّ الوحدة

وحين تهبّ نسائم الخريف المقبلة، تذكر أن هناك امرأة كانت تكتب لك وتغيب، وتحبك بصمت يتقن الغرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *