أ.مطانيوس مخول
إلى(حمص) يجد بي المسير. أرافق كل ذي جنح يطير
إلى(العاصي) إلى الدبلان أهفو. إلى أحيائها حيث أدور
بأعتاب الأحبة من رفاقي. وأكوام الحجارة يا قبور
إلى تلك الكنائس في قباب أضيء الشمع يحترق البخور
إلى زنّار (مريم) حيث يحمى مصانًا رغم ما مرت دهور
كأقدس ما تبقى من ثياب من العذراء يسطع منه نور
الى القديس(جاورجوس)أصلي وتحمل للمقامات النذور
إلى (ابن الوليد) في ضريح يقيم خالد البطل الهصور
وأسجد تحت قبته أحيي بطولات ويستعلي النشور
إلى تلك القلاع صامدات على جدرانها ماض وقور
إلى ميدان ساعتها لأصغي إلى دقاتها حيث تشير
إلى التوقيت قد آن أوان لأعمال لتنتهي الأمور
وأدخل للسراي باعتزاز أمام بابها يقف الخفير
إلى الحلوى بآنية نحاساً صدورًا قربها نظمت صدور
(حميدي) الشوارع فيه تمشي ويسمع في جوانبه الصرير
بقرع مطارق فوق حديد وأصوات المبيع. والزمور
إلى (الروضة) (أبو كامل) ينادي بنارات أتينا يا حضور
وفنجان من البن بهال تصاعد منه أبخرة حرور
وكأس الشاي ممزوج بنوع. من الأزهار فالطعم عطور
وبنيان ومن سود حجار بناها الأهل اذ عبرت عصور
ولكن الحضارة فيها تزهو وتشهد عن معالمها القصور
(وديك الجن) أدعوه لكأس على العاصي تنهنهنا الخمور
تطل (وردة) من بين دغل من العيدان فالقصب كثير
يغرّد شاعر العاصي طروبا وتصطفق المياه والزهور
إلى (الميماس) أدرج حيث تسعى جميلات تزيّنها الخصور
ويسرب من أديم العنق عطر. يغازي الجو ينفلش العبير
أيا (حمص) العدية رغم بعدي أحن إليك يحدوني الشعور
—————————————
حمص: مدينة في وسط سوريا-العاصي: نهر يمر غربي حمص – الدبلان: شارع مشهور للمشاوير في حمص – زنار مريم: إشارة إلى كنيسة أم الزنار في حمص- مريم: السيدة العذراء- القديس جاورجيوس: قديس نصراني بنيت كنيسة على اسمه في حمص وغير حمص -؛ ابن الوليد: خالد بن الوليد الذي فتح حمص- حميدي الشوارع: شارع الحميدية في حمص-الروضة: مقهى مشهور في وسط حمص- ابو كامل: اسم النادل في مقهى الروضة- ديك الجن: الشاعر الحمصي. الذي أحب وردة. النصرانية وتزوجها ثم قتلها وندم-وردة: وردة النصرانية حبيبة ديك الجن وزوجته- الميماس: حي من أحياء حمص المشهورة