د.أحمد جاد
بَرَاكَ الشَّوقُ فاسع بلا خطابِ |
وَلَيسَ كَمِثْلِ شَوقِكَ مِنْ خِطَابِ! |
لَعَلَّكَ أَنْ تَفُوزَ بِبَلِّ وِردٍ |
فَإِنْ لَمْ تَحْظَ، حَسْبُكَ بِالسَّـرَابِ! |
لِتَرْوِيَ مُهْجَتًا مِنْ بَعْدِ شَوقٍ |
سُلَافًا مِنْ رَحِيقٍ مُسْتَطَابِ |
وَمَالِيَ مَطْلَبٌ فِيهَا سِوَاهَا |
وَلَيسَ لِمَنْ تَعَشَّقَ مِنْ عِتَابِ! |
فَكَمْ أَفْسَحْتُ مِنْ بَابٍ لِوَصْلٍ |
وَتُوْصِدُ بِالتَّرَدُّدِ كُلَّ بَابِ |
وُقُوفًا أَيُّهَا الصَّادِي بِنَهْرٍ |
لَعَلَّكَ تَتَّقِي أَثَرَ الْغِيَابِ |
بِقَلْبٍ لَمْ يَعُدْ إِلَّا تَبِيعًا |
وَلَيسَ كَمَا عَلِمْتَ بِمُسْتَتَابِ! |
وَدَمْعٍ لِلْفُؤَادِ وَإِنْ بِعَينٍ |
فَمَا دَمْعِي سِوَى قَلْبِي الْمُذَابِ! |
وَمَا مَلَّ الطَّرِيقَ إِلَيكِ يومًا |
وَلَمْ يَكُ فِي هَوَاكِ بُمُسْتَجَابِ! |
فَإِنْ لَمْ تَلْقَهَا آنَسْتَ أَرْضًا |
بِهَا حَظِيَتْ بِعَيشٍ وَاقْتِرَابِ |
هُنَا دَارُ بِهَا خَتَرَتْ وأرضٌ |
فَحَسْبُكَ بِالذِّهَابِ وَبِالْإِيَابِ |
مَشَينَاهَا خطًا كُتِبَتْ عَلَينَا |
وَلَيسَ كَمِثْلِ نَأْيٍ مِنْ عِقَابِ |
وَمَنْ كَانَتْ حَبِيبَتُهُ بِأَرْضٍ |
تَضَاءَلَ دُونَهَا كُلُّ اغْتِرَابِ |
لَهَا بَينَ الْجَوَانِحِ نَبْضُ قَلْبٍ |
وَلَيسَ لِنَبْضِ قَلْبِيَ مِنْ مَتَابِ |
أَذُوْبُ صَبَابَةٍ فَتَزِيدُ نَأْيًا |
كَأَنْ لَمْ تَدْرِي وَيحَ جَفَاكِ مَا بِي! |
عَلِقْتُ بِهَا وَكُنْتُ لَهَا رَسُولًا |
لِأَرْفَعَ قَدْرُهَا فَوقَ الرَّبَابِ |
أَنَا يَا مِنْحَةَ الْأَيَّامِ جُرْحٌ |
وَأَنْتِ دَوَاءُهُ بَعْدَ الْعَذَابِ |
يَقَالُ الْحُبُّ بَعْدَ الْحُبِّ يُسْلِي |
وَحُبُّكِ لَا يَغِيضُ وَغَيرُ آبِ |
وِبَينَ لِقَائِنَا وَنَوَاكِ عَنِّي |
كَمَا بَينَ الرَّبِيعِ وَبَينَ «آبِ» |
وَأَنْتِ كَمَا عَهِدْتُكِ فِي وُصَالٍ |
يَلُوحُ وَتَخْتَفِي مِثْلَ الشِّهَابِ |
وَمَالِيَ حِيلَةٌ فِيِ الَحْبِّ إَلَّا |
وُقُوفًا بَينَ عِشْقٍ وانْتِحَابِ |
وَمَا بَينَ الْوِصَالِ وَبَينَ صَدِّ |
كَمَا بَينَ الْحَدَائِقِ وَالْيَبَابِ |
وَمَا الْحِرْمَانُ إِلَّا قَتْلُ صَبٍّ |
فَمَا جَدْوَى الْمَقَالِ أَوِ الْعِتَابِ؟! |
أَكُلُّ حَدَائِقِ الْعُشَاقِ وَرْدٌ |
كَسَاهُ الشَّوكُ يَقْطُرُ كَالْخِضَابِ؟! |
فَرِفْقًا أَنْ يَكُونَ هَوَاكِ نَصْلًا |
بِمَنْ يَحْيَا عَلَى بَعْضِ ارْتِقَابِ |
سَقَاكِ الْحُبَّ صَرْفًا دُونَ شَوبٍ |
وَأَبْلَغَ فِي هَوَاكِ عَلَى احْتِرَابِ |
جَفَاهُ النَّومُ بِالْأَحْدَاقِ حَتَّى |
بَدَت مِنْ حُمْرَةٍ لَونَ الْخِضَابِ |
أَنَا بهَوَاكِ عِشْقٌ لَيْسَ يَخْبُو |
يُنَافِحُ فِي هَواكِ بِلَا جَوابِ |
وَدَدْتُ لَوَ انَّنِي أَوقَفْتُ رُوحِي |
تَطُوفُ بِنُورِ بَدْرِكِ كَالسَّحَابِ |
فَحِينَ أَرَاكِ يُزْهِرُ كُلُّ جَدْبٍ |
وَيُشْـرِقُ كُلُّ صَوبٍ أَو حِدَابِ |
يَتِيهُ الشِّعْرُ عَنْ دَرْبِي وَيَأْبَى |
وَيَهْدِرُ فِي رِحَابِكِ كَالْعُبَابِ |
بُحُورُ الشِّعْرِ بَعْدَ جُمُودِ دَهْرٍ |
تَثُورُ بِأَمْرِ حُبِّكِ فِي رِكَابِي |
فَكُونِي رِفْدَهُ أَو لَا تَكُونِي |
فَلَيسَ لِقَدْرِ حُبِّكِ مِنْ نِصَابِ |
وَأَقْتَلُ مَا يَرَى فِي الْحُبِّ قَلْبٌ |
هَوَاهُ وَمَا يُقَدِّمُ فِي تَبَابِ |
وَخِلٌّ كَالْغَمامِ بِغَيرِ مَاءٍ |
كَثِيرُ الْهَجْرِ مَوفُورُ الْعِتَابِ |
يُدَانِي بُرْهَةً وَيَنُوءُ دَهْراً |
يُرَاوِحُ بَينَ قُرْبٍ وَانْسِحَابِ |
بِقُرْبٍ لَمْ يَكُنْ إِلَّا كَنَأيٍ |
لِيَرْقُبَ وَيْحَ قَسْوَتِهِ انْسِكَابِي |
وَأَقْسَـى الْفَقْدِ فَقْدٌ دُونَ فقدٍ |
وَلَيسَ كَمِثْلِ فَقْدِكَ مِنْ مُصَابِ |
وَأَقْسَـى الْفَقْدِ فَقْدٌ دُونَ فقدٍ |
وَلَيسَ كَمِثْلِ فَقْدِكَ مِنْ مُصَابِ |
فَيَا نَسَمَاتِ صَيفٍ لَيسَ يَحْنُو |
بِأَيِّ جَرِيرَةٍ أَغْلَقْتِ بَابِي؟! |
فَدَعْ زَعْمَ الْغَرَامِ فَلَيسَ إِلَّا |
بِزَعْمِ مُخَادِعٍ وَالْقَلْبُ صَابِي |
إِذَا ضَلَّتْ خُطَاكِ طَرِيقَ حُبٍّ |
فَبَينَ جَوَانِحِي فَصْلُ الْخِطَابِ |