أ.شكري علوان
غَرِيبٌ أَنَا
رَغْمَ صَوْتٍ يُنَادِي
بِهَمْسٍ مُخِيفْ
وَيَعْلُو الْحَسِيسْ
فَيَبْدُو الْأَنِيسْ
فَأَرْقَىٰ إِلَيْهِ
لَعَلِّي أَرَاهُ
بِقُرْبٍ تَجَلَّى
وَلَـٰكِنْ بِقَصْدٍ
يَضِيعُ الْأَلِيفْ
بِصَوْتٍ ضَعِيفْ
غَرِيبٌ أَنَا
وَسْطَ قَوْمٍ تَفَانَوْا
بِخُبْثٍ وَمَكْرٍ
يُرِيعُ الشَّفِيقْ
يُعِيدُ الشَّهِيقْ
يُزِيلُ الْأَمَانِي
فَلَا مِنْ رَفِيقٍ
و َلَامِنْ شَرِيفْ
غَرٍيبٌ أَنَا
بِلَيْلٍ بَلِيلٍ
يَقُودُ الْحَيَارَىٰ
بِلَحْنٍ حَزِينْ
وَيَمْحُو شُعُورًا
يَجُرُّ الْأَنِينْ
فَهَمْسٌ مُرِيعٌ
وَهَمٌّ لَفِيفْ
غَرِيبٌ أَنَا
بِقَوْمٌ سَكَارَىٰ
لِحُبٍ تَنَاسَوْا
وَمَالٍ تَنَادَوْا
فَمَالِي وَمَالَكْ؟!
بِوَهْمٍ تَهَالَكْ
فَتُرْمَىٰ السِّهَامُ
بِقَلْبٍ جَرِيحٍ
يُعَانِي كَثِيرًا
وَيَذْكُو أَوَارًا
بِنَارِ الْحَرِيقِ
وَرِيحٍ وَجِيفْ
غَرِيبٌ أُعَانِي
كُلُومًا كَثِيرَةْ
وَصَوْتُ الْأَغَانِي
يَضِلُّ الطَّرِيقْ
وَبَاتَ النُّوَاحُ
يُنَادِي عَلَيْنَا
أَكَلْتُ الشَّبَابَ
وَظِلَّ الصَّدِيقْ
فَمَا عَادَ يَرْجُو
عُهُودًا عَدِيدَةْ
وَصَوْتَ الرَّغِيفْ
غَرِيبٌ أَعِيشُ
زَمَانًا عَسِيرًا
قَلِيلَ الطَّعَامْ
كَثِيرَ الزِّحَامْ
عَسِيرَ الْقِيامْ
أُرَاعِي نُجُومًا
تُنِيرُ السَّمَاءَ
وَلَـٰكِنْ بِنُورٍ
ضَعِيفِ الْغِطَاءْ
وَوَقْعُ اللِّسَانِ
يُعِيدُ الشَّقَاءْ
فَإِمَّا أُنَاسٌ
بِقَولٍ ثَقِيلٍ
أَضَرُّوا الرَّفِيقْ
وَإِمَّا أُنَاسٌ
أَضَرُّوا الْقَرِيبَ
بِقَوْلٍ ظَرِيفْ
وَلَيْتَ الْغَرِيبَ
بِحُلْمٍ يَهِيمْ
وَوَعْدٍ عَظِيمْ
وَقَدْ قَامَ يَوْمًا
بِوَجْهِ الْأَمَانِي
وَصِدْقِ الْأَمَالِي
بِعَوْنِ الْكَرِيمْ
وَمَا عَادَ دَوْمًا
يَحُسُّ الْفِرَاقْ
يُدِيرُ الشِّقَاقْ
بِنَفْسٍ كَرِيمَةْ
وَقَلْبٍ عَفِيفْ
