أ.عراب القصيدة

لو كنتُ إمرَأً يمشي على قدميه،
 لما تركتُ الدروبَ تضيعني بين الحانات القديمة،
 ولما سمحتُ لظلّي أن يسبقني إلى مقاعد الوحدة.. لو كنتُ غيمةً،
 لأمطرتُ فقط على كتفكِ اليمنى،
 لأغسل عنكِ تعب المدن،
 وأترك على شعركِ رائحةً من ربيعٍ لا يشيخ…

لو كنتُ كتاباً،
 لما كتبتُ سوى فصلٍ واحد،
 وعلى كل صفحاته جملة واحدة:
 “أحبكِ أكثر مما يسمح العمر”

لو كنتُ بحراً،
 لخبأتُ لآمالكِ صدفةً،
 تحفظ أسراركِ كما يحفظ اليمّ أسرار الغرقى،
 ولم أعدكِ بالنجاة… بل بخلود الموج.. ولو كنتُ أنتِ،
 لعرفتُ أني السبب وراء ارتباك هذا الكون،
 وأن قصيدتي كلها
 لم تكن سوى محاولةٍ لالتقاط ابتسامتكِ الهاربة…”

” نزار قباني ومحمود درويش يشربان خمرة التذكار في حانة شارع المتنبي” عراب القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *