أ.بيبو يوسف
- أبي
ألقت نداءها اللطيف الغاضب، وهي تجرّ قدميها بارتباك وخلفها سبع سنوات من عمرها،
لا تسمح لها بالتعبير المحكم عن مشاعرها المضطربة في تلك اللحظة التي تشبه أعاصير الغضب غير المتوارية خلف وجهها اللطيف… كادت أن تتراجع عن شكواها حين سألها والدها قائلًا: - لماذا يا معجزتي تبدين غاضبة؟
كادت أن تنفي غضبها في تلك اللحظة وتتراجع عن سيل الشكوى الذي تحمله في داخلها وتقول: «لا شيء يا أبي»، لكنها تراجعت وقالت وهي تخرج جملتها بعصبية: - لماذا يا أبي سميتني معجزة؟
هذا الاسم لا يجلب لي سوى المصاعب، أصدقائي يسخرون منه ويقولون: «يا أهلاً بالكارثة»، أبي، لماذا لم تسمّني اسمًا عاديًا؟ - لأنك لستِ فتاة عادية،
أنتِ معجزتي وأميرتي وحلوَتي. - أبي، كفاك! أنا مجرد فتاة عادية تملك اسمًا غير اعتيادي.
- لا، أنتِ معجزتي يا صغيرتي.
-كيف يا أبي؟ ومعلمي ومعلمتي أخبراني أن زمن المعجزات قد انتهى!
كانت تتحدث الصغيرة بانفِعال طفولي بينما يستقبل والدها جدالها بابتسامة لطيفة تتعجب من غضب الصغيرة ونضوجها المبكر. فقال الأب بلهجة صادقة: - كنت لا أستطيع تحمل مسؤولية قطعة من نفسي. كانت الحياة تثير جنوني ورعبي. كنت أخاف من الحياة، من الناس، ومن الغد… الخوف حينها يا صغيرتي حتى…
- حتى ماذا يا أبي؟
- حتى وضعتك الممرضة يوم ولادتك بين يديّ. شعرت حينها أن الخوف تلاشى، وبدلًا من شعوري أني لا أملك أي شيء لأعيش من أجله، أصبحت أملك الدنيا بميلادك. تحولت حياتي يومها يا صغيرتي، وقررت في تلك اللحظة أن أسميكِ «معجزة». لأنك المعجزة التي غيرت حياتي يا طفلتي.