(فِي ذِكْرَى الْمَوْلِدِ)
أ.صلاح امين
وَدِّعْ هُـمُـومَكَ يَـا فُـؤَادِي واغْـتَنِمْ
فُـــرَصَ الْـحَـيَـاةِ فَـبَـعْـدَ ذَاكَ زَوَالُ
هَــلْ خَـفَّـفَتْ مُـرَّ الْـحَيَاةِ دُمُـوعُنَا
والْـخُـلْـدُ فِـيـهَا وَالـنَّـعِيمُ مُـحَـالُ
كَــمْ سَـائِـلٍ مُـتَعَ الْـحَيَاةِ وعِـزَّهَا
رَاحَ الـشَّـقِيُّ ومَـا أُجِـيبَ سُـؤَالُ
إِرْضَـاءُ نَـفْسِكَ فِـي الْـحَيَاةِ غِوَايَةٌ
أَمْـــرُ الـنُّـفُـوسِ إِسَــاءَةٌ وضَــلَالُ
أَضْـنَـتْكَ نَـفْسُكَ بِـالْهُمُومِ عَـشَيَّةً
فَـغَـدَوْتَ تَـشْـكُو والْـهُمُومُ جِـبَالُ
ورَجَعْتَ مِنْ شَكْوَاكَ تَحْمِلُ مِثْلَهَا
فَـالْأَصْـلُ طِـيـنٌ والـصِّرَاعُ سِـجَالُ
إِنَّ الْـخَـلَاصَ مِــنَ الْـهُمُومِ مِـلَاكُهُ
تَـقْـوَى الْإِلَــهِ تُـشَـدُّ فِـيـهِ رِحَــالُ
ثُــمَّ الـصَّـلَاةُ عَـلَـى الـنَّبِيِّ وآلِـهِ
لِـيَـحِلَّ فِــي صَـدْرِ الْـمُحِبِّ جَـلَالُ
وتَـــزُولُ أَدْرَانُ الْـهُـمُـومِ بَـغِـيـضَةً
تَـعْـلُـو الْـوُجُـوهَ مَـسَـرَّةٌ وَجَـمَـالُ
أَلْـقِ الْـمَطَامِعَ تَـحْتَ أَقْـدَامِ الرِّضَا
تَـــرْضَ الَـقُـلُـوبُ فـتَـهْنَأَ الْأَحْــوَالُ
فَـالْمَوْتُ يَسْكُنُ بَيْنَ عَيْنَيِّ الْفَتَى
يَــرْجُـو الْـحَـيَـاةَ وَعُــمْـرُهُ يَـغْـتَالُ
مَــالٌ تَــوَزَّعَ فِــي الْـخَـلَائِقِ بَـعْدَهُ
لَــــمْ يَــبْــقَ إِلَّا قَــوْلُــهُ وَفِــعَــالُ
وصَـلَاتُـهُ فِــي جَـوْفِ لَـيْلٍ حَـالِكٍ
ذِكْـرُ الْـحَبِيبِ مِـنَ الْـحَبِيبِ وِصَـالُ
عَطْفُ الْقُلُوبِ عَلَى الْقُلُوبِ حَيَاتُهَا
مَــا عَـاشَ قَـلْبٌ والْـجَفَاءُ خِـصَالُ
اِخْـفِـضْ جَـنَاحَكَ لِـلْخَلَائِقِ كُـلِّهِمْ
شَـهْدُ الْـكَلَامِ مِـنَ الـلِّسَانِ يُـقَالُ
أَلْــقِ الـسَّلَامَ عَـلَى الْأَنَـامِ تَـحِيَّةً
تَـجِـدِ الْـمَـحَبَّةَ فِـي الْـقُلُوبِ تُـنَالُ
مَـا لِـلْعَوَالِمِ فِـي الـضَّغَائِنِ تَغْتَدِي
لُــغَـةُ الْـخِـصَـامِ بِـأَرْضِـهَـا وقِـتَـالُ
أَلِأَجْــلِـهَـا خَــلَــقَ الْـبَـرَيَّـةَ رَبُّــهَـا
كَــــلَّا لَــعَـمْـرِي إِنَّــهُــمْ أَغْــفَـالُ
إِنَّ الَّـــذِي خَـلَـقَ الْأَنَــامَ بِـفَـضْلِهِ
رَزَقَ الْــخَـلَائِـقَ آمَــنُـوا أَوْ مَــالُـوا
غَــفَـرَ الـذُّنُـوبَ فَــلَا تَــرَاهُ مُـعَـذِّبًا
حَــتَّـى يَـبِـيـنَ حَـرَامُـهَـا وحَــلَالُ
بَـعَـثَ الـنَّبِيَّ عَـلَى الْـبَرَيَّةِ رَحْـمَةً
كَـمُـلَتْ بِــهِ فِـي الْـعَالَمِينَ خِـلَالُ
فَــتَـرَاهُ يَــرْفُـقُ بِـالـضَّعِيفِ تَـلَـطُّفًا
والْـحِـلْـمُ فِـيـهِ سَـجِـيَّةٌ وَ كَـمَـالُ
جَــمَـعَ الْـقُـلُوبَ فَـكَـانَ أَوَّلَ قَـائِـدٍ
يَــغْـزُو الْـقُـلُـوبَ فَـتُـفْتَحُ الْأَقْـفَـالُ
لَـوْ كَـانَ فَـتْحًا بِـالسِّيُوفِ بِزَعْمِهِمْ
مَــا آمَـنَـتْ بَـعْـدَ الْـمَـمَاتِ رِجَــالُ
كُـلُّ الْـخَلَائِقِ فِـي الـنَّبِيِّ مُـحَمَّدٍ
فِــي مَـدْحِـهِ تَـشْـدُو بِـهِ الْأَجْـيَالُ
كَـيْـفَ الْأَنَــامُ بِـغَـيْرِ أَحٔمَـدَ بَـيْنَهُمْ
لَــيْـلٌ سَــجَـى لَا يَـعْـتَرِيهِ هِــلَالُ
الْــمَـوْجُ عَـــاتٍ والــرِّيَـاحُ خَـبِـيثَةٌ
وَالـظُّـلْمُ جَــاثٍ والـدِّمَـاءُ تُـسَالُ
والْبَغْيُ يَحْصُدُ فِي النُّفُوسِ ذَلِيلَةً
والَأَرْضُ غَـــابٌ وَالْـبِـغَـاءُ نِــضَـالُ
فَـبَسَطْتَ رَبِّ عَـلَى الْأَنَـامِ بِنَعْمَةٍ
نُــــورٌ تَــجَـلَّـى فَـالـظَّـلَامُ مُـــزَالُ
والْأَرْضُ تَـسْبَحُ فِـي الْفَضَاءِ بَهِيَّةً
وَ الْــعَـدْلُ فِـيـهَـا لِــلْأَنَـامِ ظِـــلَالُ