أ.صلاح أمين
يَا حُلْوَتِي طَابَ الْهَوَى فَلْتَسْمَعِي
اِطْوِي الزَّمَانَ بِهَمِّهِ وَالْهِي مَعِي
نَجْتَازُ أَغْشَيَةَ النُّفُوسِ بِجِسْمِنَا
نُلْقِي عَلَى مَوْجِ السَّحَائِبِ أَشْرُعِي
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ فَالْعَذَابُ قَدِ انْتَهَى
وارْقُدْ بِحِضْنِ الْقَلْبِ وَاسْكُنْ أَضْلُعِي
جَرِّدْ هَوَاكَ مِنَ الْهُمُومِ فِإِنَّمَا
يَحْلُو الْهَوَى مِنْ قَلْبِ حِبٍّ مُولَعِ
مِنْ بَيْنِ أَرْدَيَةِ السّحَابِ تَأَمَّلِي
النَّاسُ تُسْرِفُ فِي الْقِتَالِ لِمَطْمَعِ
هٰذَاكَ يَسْرِقُ فِي الْخَفَاءِ مُخَاطِرًا
وتَرَاهُ يَحْنَثُ فِي الْيَمِينِ بِأَدْمُعِ
وهُنَاكَ يَظْلِمُ فِي الضَّعِيفِ وَيَرْتَدِي
ثَوْبَ الشَّريفِ وَلِلسَّمَاحَةِ مُدَّعِ
وتَأَمَّلِي هَذَا الْمُسِنَّ بِمَعْزِلٍ
فِي غُرْفَةٍ فِي قَصْرِ وَغْدٍ خَادِعِ
رَبَّاهُ لَمَّا صَارَ فَذًّا يَانِعًا
أَخْفَاهُ خِزْيًا مِنْ وَضِيعِ الْمَنْبَعِ
وتَأَلَّمِي وَجْهُ الْيَتِيمِ مُحَسَّرًا
أَكَلَ الْوَصِيُّ بِبَطْنِهِ لَمْ يَقْنَعِ
وتَأَمَّلِي هَذَا الْحَسُودَ وَحِقْدَهُ
يَلْـقَى أَخَـــــاهُ مُنَعَّمًا بِتَوَجُّـــعِ
هَلْ تَحْزَنِينَ حَبِيبَتِي إِنْ تَرْحَلِي
نَحْيَا بَعِيدًا فِي السَّمَاءِ بِمَرْبَعِ
بَيْنَ الطُّيُورِ السَّابِحَاتِ تَحُوطُنَا
نَشْدُو أَنَاشِيدَ الْحَيَاةِ ونَسْمَعِ
مَنْ ذَاقَ طَعْمًا لِلنَّعِيمِ وخَمْرِهِ
مَنْ بَاتَ يَسْكَرُ فِي الْهَوَى لَمْ يَرْجِعِ
هَيَّا امْرَحِي إِنَّ الْفَضَاءَ لَمِلْكُنَا
هَيَّا اسْعَدِي وَاجْنِي زُهُورًا وازْرَعِي
هَذِي عُيُونِي مَسْكَنًا إِنْ تَسْكُنِي
هَذِي خُمُورُ مَحَبَّتِي فَلْتَجْرَعِي
وانْسَيْ تَبَارِيحَ الزَّمَانِ بِقَلْبِنَا
فَالْحُبُّ تِرْيَاقٌ لِقَلْبٍ مُوجَعِ