أ.روضة محمد
أضحكُ لأسباب كثيرة منها:
شجرةُ الزّيزفون
التي في طريق إيَابنا…
أتذكرينها؟!
كم مرة تعمدنا أن نمشي تحتها،
لنتفيَّأ بظلها؟!
كم مرة استوقفتنا رائحتها الفوَّاحة؟!
ستقولين: مراتٍ كثيرةٍ
نعم مرات كثيرة يا عزيزتي
أتعلمين؟!
لقد سرقت منها شتلةً واحدةً
ووضعتها في وعاءٍ بلاستيكيٍّ صغيرٍ
ورغم أنّي أوليتُها جلَّ اهتمامي
إلا أنّها ذبُلت وماتت.
وأنتِ الآن تبتسمين حينما أخبرك بكلامي
هذا.
زقاق الحيّ الضيق، الذي يتوسطه مرتفع صغير
أتذكرينه؟!
تهزين رأسَكِ، إي نعم أتذكَرُه
كم مرة ساقتنا أقدامنا لنعبره
تقولين لي بكلّ سذاجة: دعينا(نتختّل)
ودعي الشارع العريض لأهله وناسه
ننحدر منه كأننا في سباق مع الزمن وأصوات ضحكاتنا تسبقنا في النزول.
أتعلمين؟!
كنت أكره المرتفعات
وأشعر بالغثيان لمجرد النظر إليها.
لكني كنت أعبره –حباً– لأسمع
صوت قهقهتكِ
التي تشبه أسراب الطيور
وحقاً
أنتِ الآن تقهقهين حينما
أخبرك بكلامي هذا
وأبكي لسببٍ واحدٍ
أنّي هنا
وأنتِ هناك.