د. عبد القادر الشهابي
كثرت في الآونة الأخيرة عبارة إعادة الإعمار فانتشرت ما يسمى بالمنح الدولية لإعادة الإعمار وبجمع التبرعات لإعادة الإعمار والسؤال هنا أي إعمار نتكلم عنه هل البنى التحتية؟أم الأبنية المتضررة للمواطنين؟أم مؤسسات الدولة ؟أم غير ذلك؟والسؤال الأهم لماذا نتكلم عن إعادة الإعمار ؟إذن كان هنالك إعمار فحل به الخراب وما نسعى الآن لإعادة إعماره قد يحل به في المستقبل الخراب فنقع في دائرة مضيعة الجهود وتبديد الأموالكل هذه رؤى ينبغي أن نضعها في خانة التوقعات والتي ينبغي أن نخطط ونسعى لتكوين إعمار دائم وثابت لا يطاله تخريب لنقوم بتجفيف منابع التخريب التي ومع كل أسف قد يكون بعض المواطنين معاول هدم فيها لنرى أنه لن يكون هنالك إعمار إذا لم يكن هنالك بناء للإنسان على سوية أخلاقية وقيم مبنية على مرتكزات سليمةفإعادة الإعمار تبدأ بإعمار المواطن الصالح والذي من منظوري الشخصي ينطلق من عدة مرتكزات وهي
1المرتكز الأول وهو الأسرة لأن الإنسان في صغره ينظر إلى أبيه على أنه هو المثل الأعلى فيبدأ بمحاكاته وتقليده فتحصين الأسرة أخلاقيا مرتكز أساسي في بناء الإنسان
2المرتكز الثاني تحديد معالم القدوة الصالحة وهو ما يسمى بالمؤثر فإن كانت القدوة والمؤثر صالحا كان أثره بناء ومفيدا ومع كل أسف أصبح المؤثر عند كثير من الناس ما يسمى بالذباب الالكتروني لتكوين أفكار خاطئة هدامة
3المرتكز الثالث معرفة قيمة الوطن وما نقوم بإعماره من خلال معرفة قيمة الموارد الطبيعية والدخل القومي وأهمية وجود المؤسسات والحفاظ عليها فنحرص للحفاظ عليها كما يحافظ أحدنا على بيته وماله فالشارع ملك عام والحدائق أملاك عامة والمؤسسات أملاك عامة كل ذلك ينبغى التعريف بقيمته من أجل الحفاظ عليه
4المرتكز الرابع الموروث القيمي والأخلاقي وهنا نرى أهمية المؤسسات التعليمية والتربوية من مدارس وجامعات ومساجد وكنائس فكلها لها دور كبير في تقويم وتصحيح هذا الموروث القيمي والأخلاقيوفي النتيجة إن لم يكن هنالك بناء للإنسان على هذه المرتكزات لن يكون هنالك إعمار أو إعادة إعمار فالساجد قبل المساجد والساكن قبل المساكن والمواطن قبل الوطن وهكذا
5المرتكز الخامس تعميق حس العمل الجماعي والمؤسساتي فهو المؤثر الحقيقي والفعال في بناء الإنسان والأوطان تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراواذا انفردن تكسرت آحاداوارجو أن أكون قد وضعت يدي على مواطن الضعف والمرض وبينت مواطن القوة والصحة دمتم لبناء الإنسان والأوطان والتحقق بمقاصد الشرائع والأديان