أ.غيداء راضي صبح
إن قدرةَ الطفلِ على الحبِّ وإحساسهِ بوجودهِ هي أفضلُ حالاتِ الانسجامِ والودادِ التي تسودُ علاقتهُ بالمحيطِ بالإضافةِ لنمو نزعة التضحية، وتعودهُ على الثقةِ التي يلقاها في هذا الوسط، وحتى المعرفة الفكرية لا يمكن أن تتحقق بدون الحبّ والتفاهم، والتلاؤم بينه وبين محيطه، إن الثقةَ بين الاثنين تشكلُ ركيزةً لكلّ تربية، هذا فضلاً عن منحِ الطفل كل ما يلزمهٌ من عاطفةٍ، يستطيعٌ من خلالها التقدم والمسير، وعندها يدركُ الطفل أن واجباته تجاه محيطه إنما ترتبطُ بحقوقٍ عليه، وبمقدار وعي الطفل بالواجب الذي يقدم من الأهلِ تجاههٌ ليصبح قادرًا على أداء واجباتهِ والالتزام بها، هذا واقعٌ مفروض لابدَّ من التقيد به ، إذ نعلم أن الطفل يكون مزوداً بالاستعدادات الكامنة بالقوة عندهُ، وهي لا تتطور خارج التنشئة الاجتماعية التي ترعى نموهُ، إذ لم نجد الاستعدادات في الأرض الخصبة فإنها تضمر وتموت، من هنا تكمن أهمية البيئة الاجتماعية فهي لا تخلق الطاقات والقدرات فقط بل تخلق إنسان بكل معنى الكلمة ليعطي أفضل ما عنده…
. لذا علينا دمجُ أطفالنا في سن مبكرةٍ في المجتمع البشري، وهذا الدمجُّ يتمُّ بأشكالٍ متنوعةٍ واختلافِ مراحل العمر مع التوجيه لمواقفِ التضحية من أجل المصلحة العامة للمشاركة في التنظيم المعنوي والمادي والمشاركة المزدوجة من شأنها أن تنمي عنده المشاركة الوجدانية والانفعالية فيكتسب القوة والوعي، ومن هنا جاءت ضرورة وجوب توجيه وتنظيم حياته وعمله وأوقات فراغه، وموازنه نشاطاته وتدبير معاشه لأن التربية عملية شاقة تبدأ منذ الولادة وتستمر طيلة حياة الإنسان، ونحن نعلم بأن لكل عمر أسسه التربوية الخاصة به…