أ. خالد نضال إبراهيم
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، يبرز التقارب السوري مع الولايات المتحدة والسعودية كخطوة استراتيجية تحمل دلالات عميقة على مستقبل المنطقة.
هذا الانفتاح ليس مجرد حدث سياسي عابر، بل هو إعادة تموضع مدروس يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والتأثير، ويعيد لسوريا مكانتها الطبيعية كلاعب محوري في الشرق الأوسط.
أولاً: إيجابيات التقارب السوري – الأمريكي
• كسر الجمود السياسي: العلاقات بين دمشق وواشنطن عاشت سنوات طويلة من التوتر، وأي تقارب اليوم يعني فتح صفحة جديدة من الحوار المباشر.
• فرص اقتصادية وتنموية: الولايات المتحدة تمتلك إمكانات مالية وتقنية يمكن أن تسهم في إعادة إعمار سوريا، خصوصاً في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
• توازن إقليمي جديد: انفتاح سوريا على واشنطن يمنحها موقعاً استراتيجياً في معادلة الشرق الأوسط، ويتيح لها لعب دور الوسيط بين القوى الكبرى.
• تعزيز الشرعية الدولية: التقارب مع قوة عظمى يرفع من مكانة سوريا في المؤسسات الدولية ويزيد من قدرتها على التأثير في القرارات الأممية.
ثانياً: التقارب السوري – السعودي
• إعادة اللحمة العربية: عودة العلاقات بين دمشق والرياض تعني إعادة سوريا إلى قلب النظام العربي بعد سنوات من العزلة.
• دعم اقتصادي واستثماري: السعودية بما تمتلكه من ثقل مالي يمكن أن تكون شريكاً أساسياً في إعادة الإعمار والاستثمار في قطاعات حيوية.
• توحيد الموقف العربي: هذا التقارب يعزز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المشتركة، من الإرهاب إلى الأمن الغذائي والمائي.
• توازن مع القوى الإقليمية الأخرى: التعاون السوري – السعودي يحد من نفوذ القوى المنافسة في المنطقة ويعيد للعرب زمام المبادرة
ثالثاً: دور سوريا المستقبلي في المنطقة والعالم
• محور استقرار: سوريا، بموقعها الجغرافي وتاريخها السياسي، مؤهلة لتكون محور استقرار يربط الخليج بالمشرق والمتوسط.
• جسر بين الشرق والغرب: عبر علاقاتها المتوازنة مع واشنطن والرياض، يمكن لسوريا أن تلعب دور الجسر بين القوى العالمية والإقليمية.
• إعادة تعريف القوة الناعمة: الثقافة السورية وإرثها الحضاري يمكن أن يُستثمر كأداة قوة ناعمة تعزز حضورها الدولي.
• مستقبل متعدد الأبعاد: سوريا الجديدة ليست مجرد لاعب سياسي، بل دولة تسعى لتكون مركزاً للتجارة والطاقة والدبلوماسية الثقافية.
إن التقارب السوري – الأمريكي والسوري – السعودي يمثل بداية مرحلة استراتيجية جديدة تعيد لسوريا مكانتها الطبيعية كدولة محورية في الشرق الأوسط.
هذه الانفتاحات تحمل فرصاً لإعادة البناء، تعزيز الشرعية، وتوحيد الصف العربي، بما يجعل سوريا لاعباً رئيسياً في صياغة مستقبل المنطقة والعالم.
ونحتاج اليوم الاستفادة من هذا الظرف والتحول التاريخي في استقرار وبناء سورية وإعادتها لدورها الطبيعي وعدم تضييع هذه الفرصة المتاحة اليوم لنا كسوريين

