أ.عراب القصيدة
“القهوة.. الورقة.. القلم..
هنا لا تبدأ الحكايات، بل تُبعث من رحم الشغف، كأنها فجرٌ خرج من بين أهداب الليل..
كل رشفةٍ تُشعل ذاكرة، وكل كلمة تهمسُ لقلبٍ كانت توقن أنه في سُبات طويل…
أجلسُ أمام الورقة كما يجلس عاشقٌ أمام باب الغياب،
أتأمل بياضها الخائف،
وأرسم عليه صوت امرأةٍ عبرتني كما تعبر الريحُ نافذةً مغلقة،
تركت رائحتها بلهفة،
وتركتني أتعلم من القهوة معنى التوق،
ومن الصبر معنى الشِّعر… كل ما في الأمر أنني أحببتكِ كما يُحبّ البحرُ موجه،
يعانقه فيثور عليه،
ويتشاقه وهو في حضنه،
وأنا… مثله،
أعشقكِ حتى الوجع،
وأهرب منكِ إليكِ،
وأكتبكِ كي أراكِ حين يضيق العالمُ بي… ما أكثر ما خدعني الليل حين قال إن الانتظار يدرِّبُ النفس على الاحتمال،
وما أكثر ما صدّقتهُ لأنّي كنتُ أبحث عن مجازٍ منك،
لكنّكِ كنتِ أقرب من الدعاء،
وأعمق من الكلام… فيا امرأةً تُشبه القصائد حين تُتلى لأول مرة،
تعالي،
فالقهوة تبرد،
والسطور تنتظر أن تكتمل بكِ،
والقلبُ… لم ينسَ بعدُ كيف يُحب… “
**

