خليل الهنداوي
هل أفاق الزهر من أحلامه؟
ليس قلبي يا ربيعي بمُفيق
يا ربيعي! هل ترى الروض على
زهوه، يلقاك بالثوب الأنيق؟
ما لوجه الأفق جهْما ساهما
فهو كالظل على ظلٍ رقيقِ
والعصافير هَفَت أجنحة
تتلوّى في تباشير الشروقِ
تتجافى الروضَ، منّ روّعها؟
ولها، في الروض، قُدسي الحقوق
والمناقير – على بحّتها –
صرخةُ الوحشة في الواديِ السحيق
والسواقي هائمات، حثّها
سائق الشوق إلى بيت المشُوق
فإذا ما عصف الوجد بها
فنيتْ إلا بقيّاتُ شهيق
وشميمٌ جادتْ الأرض به
إنها قارورة الطبيب العتيق
نبّه الأكوان من غفواتها
فإذا الكون عشيقٌ لعشيق
وإذا الزهر عيون أطرقت
للهوى إطراقة الحاني الشفيق
تتهادى نشوة السكر به
ودّ لو يَغرق في حلم عميق
****
يا أزاهير الربا، لا مرحبا
إن تناسيتُنّ أزهار الشقيق
الربيع ضاحك النّور على
مربع، في الليل والويل، غريق؟
ربّ زهر لم يذق دمع الندى
قد توشّى بالدم الزاكي العريق
سرّ على أعرافه متئدا
وامشِ في أطرافه مشي الرفيق
يازهور الروض، ما شئت اشربي!
يا جراحَ القلب،ما شاءوا أريقي!
إن أزهارا سقيناها دما
أجدر الأزهار بالخُلد الحقيقي