أ.ياسر يونس
الكُل يُصفق للسلطانْ
والخوفُ يُعربد في الأبدانْ
والبَيْعةُ إرثٌ مضمونٌ
يحميهِ الجُند على الأزمانْ
والمَلكُ الجالس فوق العرش
يُصم عن السمع الآذانْ
يا قلبي النابضَ في صدري
أحزانُكَ ليست كالأحزانْ
القسوةُ معنىً عشناهُ
وحفظنا أسفار الحرمانْ
والسيفُ المُصْلَت فوق رقاب
الناس يُكَبِّلُ كل لسانْ
والناسُ تُفكر أن تشكو
لكنَّ لسانَ الحال جبانْ
والأيدي مُذ قُطعتْ كَلَّت
أن ترفع رايات العصيانْ
الكُل يُصفق للسلطانْ
والنيلُ يكف عن الجريانْ
وسنون عِجافٌ قد مرَّت
والجدبُ تَمكَّن في الوديانْ
والجوعُ مصيرٌ يفرضُهُ
فَرمانٌ يتلوهُ فرمانْ
بالوعد المُرْجَأ من نيسانَ
إلى نيسانَ إلى نيسانْ
والمَلكُ الجالس فوق العرش
إلهُ القوة والطغيانْ
يتجسد في بعض الأحيانْ
يتلوَّن في كل الألوانْ
والصمتُ نشيد نقرؤهُ
فيكف العقل عن الهَذَيانْ
يا قلبي الثائرَ في صدري
كل الأصوات هنا سِيَّانْ
وغناء البلبل والكروانِ
كنوْح البوم مع الغربانْ
والكل يصفق للسلطانْ
تصطك من الرعب الأسنانْ
والكل يتاجر بالأقوال
وبالأفعال وبالأديانْ
والشيخ القائم في الصلوات
يُردد آيات الشيطانْ
والَقسُّ الناسك في المحراب
يُردد أصحاح البُهتانْ
والعسكر قد سدوا الطرقات
وقد ملؤوا كل الأركانْ
لكنَّ النسوةَ في مَلَلٍ
من طول مضاجعة الخصيانْ
يا قلبي الهاربَ من صدري
أحزانُك صارت كالبركانْ
والكُل يصفق للسلطان
الكل يصفق للسلطانْ