أ.بدري البشيهي
خفقانُ قلبي واضطرابُ جوانِحي
ومَسِيلُ عَيني واحتِرَاقُ جَناني
مَدّ القصِيدَةَ في رثائكِ، جَدَّتي
بحرًا يفيضُ مُجدِّدًا أحزانِي
أُوَّاهُ، يا نبضَ الفؤادِ ومُهجتي
أوَّاهُ، مِن وَجَعٍ أثارَ بَيَاني
هامَتْ قَوَافِيَّ الحيَارَى وانثنَتْ
تحدُو الحنينَ على خُطَى حِرمَاني
تسعَى على شَوْك المَكارِهِ عَلَّها
تلقَى سبيلَ الصَّبرِ والسلوانِ
هذا مُصَابٌ يستبيحُ إرادَتي
فلقد طوَيْتُ العزمَ بالأكفَانِ
لما رأيتُ الليلَ يغتالُ الضَّحَى
والشمسُ تأفلُ في دُجَى الفقدانِ
والبدرُ غشَّتْه الليالي ما أرَى
إلا هشِيمَ الضوءِ في أجفاني
بصُرَتْ به عهدَ الصِّبا وطفولةً
كانت بها كالروحِ للأبدَانِ
كانت جداولَ عذبةً رقراقةً
أُمًّا تُهدهدُ لوعةَ الشطآنِ
كانت ربيعًا ناشرًا عطرَ النَّدَى
كانت ملاكًا حارسًا أفناني
كانت منابِعَ من حنانٍ لم تَزَلْ
رغم الرحيلِ- مَفِيضها يرعَاني-
كانت وكانت فاستكانت فجأة
وتكاثرت في إثرها أشجَاني
فأقمتُ في أرضِ الخلودِ عزاءَها
حضرَتْ إليه ملائِكُ الرحمنِ
وتَحَلَّقَ الطيرُ الشجيُّ مُعَزِّيًا
بالذكرِ بالتسبيحِ بالقرآنِ
مولايَ، فارحمْ جدَّتي وَتَوَلَّها
بالعفو بالإحسان بالغفرانِ
واجعلْ لها الفردوسَ دارَ مُقامَةٍ
وجوار أحمدَ سيدي العدناني
ثم الصلاةُ على النبيِّ وآلِهِ
حتى اللقاءِ بحوضِهِ الريانِ