أ.محمود جمعة
وكنّا
حينَ يأخذُنا بساطُ الريحِ
مُتَّجِهاً بلادَ اللهِ
خلقَ اللهْ
أَؤُمُّ البحرَ؛
يَقرأُ سورةَ الأشباهْ
فكيفَ ستذكرُ
الشطآنُ
أشعارَ الفتى الأَوّاهْ؟
وكانَ البحرُ إنسانا
بحبٍّ لا يُعاتِبُنا إذا فاحتْ خطايانا
وتجلدُنا بلادُ التيهِ
سبعينا
إذا ما العشقُ أغوانا..
أعيريني
صدى نهديكِ إنّي الجائعُ الأوَّلْ
ترانيمي على الجدرانِ
طفلُ حنينِها يأمَلْ
وبعضُ العشقِ سيّدتي
يُعَذَّبُ كي يُرى أجمَلْ…
وهذي لحظةٌ عظمى
تلوِّحُ لي سماءُ الهمسْ
فأسالُها إذا وفَّتْ
ديونَ حبيبِها بالأمسْ
وأرجعُ ملءَ ذاكرتي
لأحفُرَ وجهَها في الشمسْ
أنا المعجونُ من جسدٍ
يصوغُ قصائدي باللمسْ
أُحِبُّكِ
ليسَ للدُّنيا سوى طفلٍ
يعذِّبُني
ويسخرُ -إن رأى غضبي–
منَ الرّجُلِ الذي
منّي
ويعبثُ في عنوانيني
إذا ما عاشَ
في الظّنِّ..
أُحِبُّكِ
هل لنا في الليلِ
طفلٌ باسمٌ إلّاه؟
يداعبُ تمرَ خدَّينا
فنصرخُ
آهِ منكَ، وآهْ..
أودِّعُهُ على عجَلٍ
فيمنحُ
قبلةً وحياهْ..
أُحِبُّكِ
قطةً مرَّتْ
على المرآةِ
ظنَّتْ نفْسَها أُخرى
وأنَّ جنونَها يهواهْ
وليسَ سواكِ في صدري
تراقبُها عيونُ اللهْ
عمودُ النورِ للأفلاكِ
يصعَّدْ
وأنتِ تودِّعينَ الغيمَ
لا تستعملي الأسوَدْ
بلِ ابتسمي لمجنونٍ
يمشِّطُ شعرَكِ
الأجعَدْ
تلالُ الوهمِ والشطآنُ
يا مجنونتي انهارت
ولا شيءٌ يعذِّبُني
سوى أنّ الرؤى حارتْ
فهل تستغفرينَ
الآنَ
للشفةِ التي جارَتْ؟
تدوسُ الروحُ
في الملكوتِ
جمراتِ الخطيئاتِ
ملاكٌ عن يمينِ العشقِ
يسألُنا عنِ الذاتِ
وآخَرُ عن يسارِ القلبِ
يطوي صفحةَ
الآتي..
عيونُكِ بالدموعِ
الآنَ
تكتبُ في دمي الأزرقْ
وليتَ اللونَ
سيدتي
ببئرِ دموعِنا يغرَقْ..
ستنجو نجمةُ الأحلامِ
يا قلبي
فلا تأرَقْ..
على بابٍ نظرتُ إليكِ
قبلَ أفولِ
أقماري
مدارٌ يحتوي ذنبي
وآخَرُ
روحَكِ الساري
فهل ستعيش من بعدي
وشائجُ
حبِّنا الناري؟
أنا في كربلاءَ الآنَ
أُخفي
كلَّ سوءاتي
فلا تستغربي شططي
ولا تستعذبي
ذاتي
سنُطعِمُ حبَّنا الناريَّ
أحلامَ المسافاتِ
أنا اللاشيءَ
بل والشيءُ،
والموجودُ والفاني
على مهَلٍ
توحَّدَ فيكِ
روحُ الوحدةِ العاني
(أسيرُ على خطوطِ يديك)
أرفو ثوبَ أحزاني…
عيونُكِ تقتفي أثري
وتكتبُني حديثَ الروحْ
ولستُ سعيدَ مملكتي
إذا جاءَ
الذي سيروحْ
أنا الحلاجُ يعدمُني
غدا أحساسكِ المجروحْ
غداً
سأنام ملءَ ترابِ
هذي الأرضْ
وكلُّ نوافلِ الدنيا
ستصبحُ في عيونِكِ
فرضْ
فصلّي الآنَ سيدتي
وردي للضريح
القرضْ..
وهيّا
أغلقي الأبوابَ
وانسحبي
هناكَ ذئابْ
سيسرقُ يوسفي روحي
ويعطيها لمَن في الباب
فإنّ قُدَّ القميصُ
الآنَ
لا تسترسلي بعتابْ
فكلُّ المتعَبِينَ أنا
وكلُّ الذاهبينَ تراب