أ. محمد عبد الرحمن كفرجومي
ضاءَت سناءً في المرابعِ إدلبُ
هيَ نبعُ نورٍ دافقٌ؛ هي كوْكبُ..
جرَّت ذيولَ الحسنِ دون تكبُّرٍ
.. والحُسْنُ مِنْ آلائها يتخضَّبُ
يا إدلِبُ الخضراءُ يا تاجَ الْعُلا
يا شمسَ عزٍّ للورى لا تغربُ!!
أرضُ الكُماةِ حِماكِ ليس لغيرِهٍم
للمجدِ والعلياءِ أرضُكِ تُنسَبُ..
-وبإذنِ ربِّي – رغمَ كلِّ مُكابِرٍ
.. تبقينَ ما بَقِيَ الفضاءُ الأرحَبُ
أهلوكِ أهلٌ للرُّجولَةِ والنَّدى
فجُدودُهُمْ: عُمَرٌ..عليٌّ..مُصعَبُ..
خَسِئُ الطُّغاةُ جميعُهُمْ يا إدلبُ
إنَّ الطغاةَ على ثراكِ تأرنَبوا
لم يُركِعوا شعبًا أبيًّا صامِدًا
.. يا بِنتَ سوريَّا فشعبُكِ طيِّبُ
لكنَّهُ صعبٌ على ظُلَّامِهِ،
.. وعلى فلولِ الغادرينَ لَأصعَبُ
زَلْزَلْتِ أركانَ الطُّغاةِ بِثَورةٍ
سدَّت فضاءَ المشرِقَيْنِ فَأُغْضِبوا..
وتمزَّقوا غيظًا وغابَ صوابُهم
.. فتغطرَسوا وتمترسوا وتأهّبوا
لكأنَّ إدلبَ ثأرُهم ظفروا بِهِ
فتناولوها والمدافعُ تضربُ..
لم يتركوا منْ شرِّهم من مَعلَمٍ
.. حتى المساجدَ والمدارسَ خرّبوا
إنَّا مضينا ثائرينَ بهمَّةٍ
… لا يخنعُ الأحرارُ مهما عُذِّبوا
إمّا الشهادَةُ أو حياةٌ حُرَّةٌ
… نأبى الْحَياةَ مَعَ الْهَوانِ ونشجُبُ
الحقُّ يُهْزَمُ مرَّةً لكنَّهُ
-وبإذنِ ربّي-في النِّهايةِ يغلبُ
فلتسألوا عنها الزّمانَ وأهلَهُ:
.. أرضُ الرُّجولةِ والبُطولةِ إدلبُ