أ.عراب القصيدة
هم يقسمون البلاد، يشدون الخيوط ويفكونها، يرسمون الحدود بخطوط دامية، وكأن تراب الأرض لعبة بين أيديهم. وأنا هنا، أجمع الوطن بين سطور وجهك، أفتش عن الأمان في تفاصيله، أبحث عن هوية تائهة، عن انتماء محفور في نبضاتك.
“وطني في كتاب” أكتبه من حروف ملامحك، كل ضحكة وشموخ وحزن عتيق. أشعر أنني أستنشق الأرض من عينيك، أتلمس الدفء بين يديك، كأنك خريطة قديمة لأرض لا يطأها أحد إلا أنا، وطن صغير يختبئ فيك، أرسمه على صفحة من زمن بعيد، وأعلقه على جدران قلبي.
أنت وطني، قطعة من الروح التي لا تنكسر، ولا تُباع، ولا تُقسم. كأنني حين أكتب عنك، أكتب عن حلم بعيد، عن أرض ضائعة، عن عشق يقاوم الانكسار. وكأنني أقاومهم بك…