أ.ياسر يونس  

نص القصيدة

عيناكِ لليل العُمْر ضياءْ

ودوائي منكِ ومنكِ الداءْ

حَوَّاءٌ أنتِ ولَم تُخلقْ

من قَبلكِ في الدنيا حَوَّاءْ

فارقتُ عيونًا لا تُحصى

وأتيتُ لأشرب قطرة ماءْ

وعبرتُ بحار الوهم سُدىً

وذهبتُ لداركِ ذاتَ مساءْ

وسفيني قبل النوء غدا

يُزجيهِ لشطكِ حبلُ رجاءْ

وأنا من يوم رأيت قسيطاتي

لَم تُكمل سعر الشاءْ

أرسلتُ إليكِ قرابيني

من قلبي الخافق في الأحشاءْ

ورجعتُ حزينًا حيرانًا

لَم أظفر منكِ بغير هباءْ

لحظاتٌ قد بَقِيَتْ حتى

يتحول هذا الصيف شتاءْ

وأغادرَ وادي الكَرْم ولَم

أعصر لي من كَرْمٍ صهباءْ

وأغادرَ أرض الليل بلا

جسمٍ أو قلبٍ أو أعضاءْ

إن تقتربي مني نسمعْ

للصمت حواليْنا أصداءْ

فتعاليْ قبل السير تعاليْ

نكتب أَصحاح الأخطاءْ

ونغني مزمورًا فردًا

لوداع الموتى والأحياءْ

وأَعِدِّي حنطة عيد الفصح

لنصنع في الليل الحلواءْ

فسأذهب وحدي قبل

الفَجر وأضرب في كل الأنحاءْ

الأُفْقُ بعيدٌ عن عيني

وخواءٌ كل الأرض خواءْ

وأجوب الأرض صباحَ مساءَ

أجوب الأرض صباحَ مساءْ

أنا صوتٌ يصرخ في الأرجاء

يُحيل جميع الصمت نداءْ

وطريقي المُجْدِبُ مُمْتَدٌّ

صحراءٌ في قلب الصحراءْ

وسأبحث عن كهف ناءٍ

قد راح الصمت عليهِ وجاءْ

وأحث خطايَ إليهِ ولا

أتنفس في السير الصُّعَداءْ

تتحطم فيهِ الريح على

الجدران وتصبح كالأشلاءْ

وعليه نقوشٌ تُظهر أنْ

قد ثار غبارٌ في الأجواءْ

يتوقف سير الوقت بهِ

ويصير وجود المرء فَناءْ

والليل يجيء بلا خبرٍ

والصبح يجيء بلا أنباءْ

عرَّافة هذا الكهف غدت

صماءً خرساءً عمياءْ

كسرت بلُّورتَها في الليل

رياحُ الأيام الهوجاءْ

فتعاليْ قبل السير تعالي

نكتب أصحاح الأخطاءْ

من قبل ضياع العمر سُدىً

وضياع الصرخة في الغوغاءْ

وولاءِ يسوعٍ للرومان

وسير يهوذا فوق الماءْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *