أ.بيبو يوسف
- أخبرني، أين وجهتك يا عزيزي الغريب؟
- إلى حيث تذهبين، عزيزتي.
- ألم أقل لك أنك ماكر كبير؟
- لست ماكرًا، ولكن حقًا سأذهب إلى حيث تذهبين، لأن للقطار وجهة واحدة.
- ولكنه يقف في محطات عدة، ماذا لو كانت محطة وصولي ستأتي قبل وجهتك؟
- حينها سأتبعك إلى حيث تذهبين. سأذهب معك إلى وجهتك وإلى نهاية العالم!
- أنت تكذب!؟
- ربما، لكن مشاعري لا تكذب… أريد حقًا أن أتبعك إلى نهاية العالم. وأريد لهذه الرحلة ألا تنتهي. أريد أن أستمر بجوارك، وأن أبحر في عينيك. أريد أن تنمو هذه الشرارة التي اشتعلت في قلبي منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، وأنا أعبر بوابة هذه العربة… أريد… وأريد… ولكن ما لا أريده حقًا!
صمت قليلًا وهو يمنع مخاوفه من الاندفاع. لكنها سألته بفضول: - ما الذي لا تريده؟
فأجاب، ولمحة حزن وخيبة أمل تعتصر صوته: - لا أريد أن أتركك. لا أريد أن أمضي في طريق أعلم أننا لن نلتقي فيه. أعلم أنه في اللحظة التي سنصل فيها، سنركض في الحياة كما يركض هذا القطار، تاركًا كل شيء خلفه. ستأخذنا الحياة بعيدًا، ستسحبنا إلى معاركها، وربما لن نتذكر ما حدث في القطار. سيكون لقاؤنا مجرد ذكرى عابرة، ستمر كطيف، وسنشعر أنه لم يحدث حقًا… وأنا لا أريد هذا.
- إذن، ما الذي تريده يا عزيزي الغريب؟
- أريدك أن تعديني، أنه مهما كانت وجهتك، ستنتظريني.
- حسنًا، ربما أفعل. ولكن، في المقابل، ما الوعد الذي ستمنحني إياه، أيها الغريب؟
- أعدك أنني سأجد طريقي إليكِ. مهما كانت وجهتك، سأصل إليكِ. أعدك أن جهة وصولنا لن تكون أبدًا النهاية، بل ستكون البداية لقصتنا.