أ.بدري البشيهي

شَعْبٌ يُــبَادُ وَأُمَّةٌ تُسْتَعْـبَـدُ        

وَالْحُرُّ في شَرَكِ الْهَوَانِ مُقَــيَّدُ

والحَقُّ أَمْسَى فِي زَمَانِي بَاطِـلًا         

وَالظُّـلْمُ أَوْثَانٌ بِأَرْضِي تُعْــبَدُ

وَالْخَيْرُ ذَابَ عَلَى تِلَالِ فُتُونِنَا        

 والعَدْلُ شُيِّعَ والعَزَاءُ مُحَمَّدُ

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ جِئْتُكَ حَامِلًا        

 هَمًّا ثَقِيلًا عِنْدَ رَوْضِكَ أَسْجُدُ

سجَدَتْ مَعِي تِلْكَ الْقَوَافِي لَوْعَةً    

وَعَلَى مَقَامِكَيَا حَبْيبِيتُنْشَدُ

مَنْ لِلْعِبَادِ سِوَاكَ حِصْنٌ سَيِّدِي؟       

هَلْ غَيْرُ بَابِكَبَعْدَ رَبِّكَيُقْصَدُ؟

مَا عُدْتُ أَحْمِلُ ذُلَّ قَوْمٍ أَسْلَمُوا      

 صِهْيُونَ مِقْوَدَهُمْ، فَبِئْسَ المِقْوَدُ

 إِبْلِيسُ أَغْوَاهُمْ وَأَحْـــــكَمَ نَزْغَهُ          

كَادَتْ عُقُولُ المُسْلِمِينَ تَــهَــوَّدُ

هَتَكُوا مَحَارِمَنَا وَتِلْكُمْ قِبْلَتِي؛        

 مَسْرَاكَيا خَيْرَ الوَرَىيَسْتَنْجِدُ

 كم صاحَ في ظُلَمِ اللَّيَالِي رَاجِيًا     

 صَكَّ المَسَامِعَ صَوْتُهُ لَمْ يُنْجِدُوا

غَرَّتْهُمُو مُتَعُ الحَيَاةِ وَأُسْكِرُوا         

عَنْ نُصْرَةِ المَسْرَى الشَّرِيفِ فَأُقْعِدُوا

سَبْعُونَ عَامًا أَوْ يَزِيدُ وَمَا وعَوْا         

وَالمَسْجِدُ الْأَقْصَى أَسِيرٌ مُفْرَدُ

سَبعُونَ عَامًا والْيَهُودُ تَجَبَّرُوا          

 وَبِكُلِّ مَا حَاكَ الأَبَالِسَةُ اعْتَدُوا

وَشُعُوبُكَ العُظْمَى تُبَارِكُ إِفْكَهُمْ       

مَا أَنْكَرُوا صُنْعَ الْعِدَى، بَلْ أَيَّدُوا

مَنْ قَاوَمَ المُحْتَلَّ أَضْحَى آثِمًا        

وَالمُرْجِفُونَ عَلَى الخُنُوعِ تَوَحَّدُوا

بَسَطُوا لَهُمْ كَفَّ الْخِيَانَةِ وَارْتَمَوْا      

فِي ظِلِّهِمْ وَالظِلُّ نَارٌ تُوقَدُ

لهَثُوا عَلَى عَرْشِ الرَّذِيلَةِ خَلْفَهُمْ       

وَلِوَاءُ نُصْرَتهِمْ جِهَارًا يُعْقَدُ

كَمْ صَاحَ مَأْسُورٌ وَمَاتَ مُعَذَّبًا!       

! كَمْ نَاحَ مَقْهُورٌ وَهُدِّمُ مَسْجِدُ

!! كَمْ أَنَّ مَخْدُوجٌ وَأُلْقِيَ فِي العَرَا      

وَالأُمُّ فِي بِرَكِ الدِّمَاءِ تُعَدِّدُ

 كم رَاحَ شَيْخٌ أَوْ صَبِيٌّ لَمْ يَجِدْ      

 إلا رِيَاحَ المَوْتِ هَبَّتْ تَحْصُدُ

إِنِّي أَتَيْتُكَ وَالأَنِينُ مُحَاصِرٌ            

رُوحِي، وَجُرْحِي سَرْمَدٌ يَتَجَدَّدُ

يَجْرِي بِهِ سُمُّ الخِيَانَةِ قَاطِعًا           

مِنَّا الأَبْاهِرَ بَعْدَ سَمِّكَ تَرْقُدُ 

قَتَلُوكَ يا رُوحَ الوُجُودِ بِشَاتِهِم       

والسُّمُّ في قلبي لَهِيبٌ أَمْرَدُ

 فَانْظُرُ صَنِيعَ المُجْرِمِينَ بِإِخْوَتِي   

 نَارًا تَأَجَّجُ كَيْفَ أَنَّى تُخْمَدُ؟

مَا عَادَ فِي بَحْرِ المُرُوءَةِ قَطْرَةٌ       

جَفَّتْ فَضَائِلُهُ وَكَفِّي أَبْلَدُ

ما عَادَ في سِفْرِ الشُّرورِ جَريرَةٌ    

 إلا وَتُصْنَعُ فِي الكِرَامِ وَتُحْمَدُ

أَشْكُو إِلَيْكَ وأَنْتَ تَعْلَمُ حَالَهُمْ    

 وَعَلَيْكَ يُعْرَضُ ما عَرَفْتَ وَتْشَهَدُ

فَاقْسِمْ لِشَاعِرِكَ اصْطِبارًا إِنَّمَا      

طَفَحَ المَكِيلُ وَلَمْ أَعُدْ أَتَجَلَّدُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *