أ.خالد جويد
يا ابنة الياسمين….. لا أدري كيف يمكن لزهرة دمشقية أن تجمعها فضاءات الأدب مع زهر برتقال يافا على طاولة واحدة…..
لا أدري كيف يمكن أن تحتسي معه فنجان قهوتها ليتبادلا أحاديث الحب والوئام والموت قاب قوسين أو أدنى من روحه.
أتظني يا سيدتي أن نكهة الحرب يمكن أن تتهيأ كي تسمح لشذا ياسمينك أن يتسلل لدائرة رحاها المخضبة بلون الدم… عبثا تحاولين.
يا سيدتي الدمشقية…. إن مثار النقع دائما ما يزكم أنوفنا برائحة الموت…. دائما ما يدفعنا لحمل أرواحنا فوق أكتافنا …هكذا ولدنا….. وهكذا سنحيا…وعلى هذا سنموت.
الوطن هو صورة الأنثى التي نعشق…. والأرض هي قلوبنا التي تحتوينا بين جنباتها والتي مع كل نبضة من ذرة ترابها ندرك أننا ما زلنا على قيد الحياة……
نحن… يا نرجسية الملامح…. لم نكن يوما نملك تلك الفراغات المكانية التي تنتظر أن تملأ ثقوبها قطرات ياسمينك المتقطع …لم نكن يوما على باب حديقتك نستجدي نسمة من رحيق أزهارك… نسمات أرضي المكللة بعبق زعترها تغنينا.
دعيني أصدقك القول يا سيدتي… إن خوفك من رياح تشرين التي أخذت تتأهب لتعلن حربها على أوراق ياسمينك المغلفة بصقيع الحنين .. وخشيتك من خريفه المجنون أن يأتي على ما تبقى من رائحة شذاه هو من دفعك لتتقني فنون التسلق بكل جدارة أملا في أن تعيدي لتلك الأوراق نبضها وحيوتها….. ولتلك الرائحة الزكية شذاها المعطر…..