أ.محمود علوان

قالت تعاتبني وكنت أريبا

ما كنت يوما بالغرام حبيبا

أسفي عليك تصير بياع الهوى

بالشعر كالفلاح باع حليبا

وانا الذي كتب القصائد نازفا

بجمال عينيها أسى ولهيبا

قالت عشقت الشام وهي أسيرة

واليوم صرت لغيدها محبوبا

أترى اصطنعت الحب حين تقاتلوا

أم صرت في وقع السهام طبيبا

كم عشت في مصر التي بترابها

قد أقسم الشعرا وكنت ربيبا

وأراك ما صنت المودة بينها

وهي التي قد أنجبتك أديبا

فالشام حين عرفت منها وردة

سافرت تجلس من دمشق قريبا

وكتبت ديوانين فيما قد يرى

ماذا دهاك وقد بدوت طروبا

أنسيت حبي والذي ما بيننا

إني وجدتك شاردا ومريبا

قلت اهدئي مَا كُنْتُ الًّا عَاشِقًا

لِتَرَاب سُورْيَا وَلَسْتُ كَذُوبًا

لِي نِصْف مِتْرٍ بِالْفُرَاتِ رَوَيْتُهُ

دَمْعِي وَكُنْتُ زَرَعْتُهُ تَوْلِيبًا

وَكَذَا أُصَلِّي بَعْدَ كُلِّ قَذِيفَةٍ

فِي الْمَسْجِدِ الْأُمَوِيِّ صِرْتُ دَؤُوبًا

حلْبٌ الَّتِي كَمْ رُحْتهَا قَدْ دُمِّرَتْ

أَخْرَجْت مِنْهَا فَارِسًا مَغْلُوبًا

وَسَكَنَتْ دِيرُ الزُّورِ حِينَ تَفَرَّقُوا

تَحَتَّ الرَّصَاص وَلَمْ أَزَلْ مَصْلُوبًا

فِي قَاسِيُونَ كَتَبْتُ نِصْفَ قَصَائِدِي

وَانَا أَهِيمُ بِبَلْدَتِي غَرِيبًا

اَنَا مَا تَرَكَتْ النِّيلَ وَهُوَ مُحَاصَرٌ

بُعَسَاكِر مَهْمَا عَلُوا تَرْهِيبًا

شَعْرِي بدرعا أمعنوا تَدْرِيسَهُ

وَبِمَصْر عِشْتُ مُطَارَدًا مَطْلُوبًا

فِي الشَّامِ يُعَرِفُنِي الْحَمَّامُ مُغَنِّيًا

أَرَمِي لَهُ فِي السَّاحَتَيْنِ حَبُوبًا

وَحَمَاة يَا وَيْلِي وَإِنِّي ذُو الْفِدَا

فِيهَا منحَتْ نَوَاعِرًا وَدُرُوبًا

انا ما وجدت بحمص وهي مصابة

أنثى تنادي شاعري لأجيبا

في الشام تنفجر النساء أنوثة

ينشرن في كل الوجوه الطيبا

والورد في وجناتهن ربيعه

وإذا ابتسمن وجدنني مجذوبا

في الشام طفل قد ينام وخده

فوق الحجارة عاريا مرعوبا

لا شيء الا الله يؤنس خوفه

فالله خير حافظا ورقيبا

في الشام فرسان أبوا أن يرجعوا

لا شمس تبصر خوفهم لتغيبا

إني عرفت الله حين وجدتهم

هزموا نظام البعث غار هروبا

إني أصلي في الحسين فريضة

وأموت خمسا للشام نحيبا

صلي لأجل الياسمين نوافلا

فانا أصلي للشام وجوبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *