ارتعاش القلب
بيبو يوسف
في طريقها إلى شعر رأسي كانت تمسك هذا المقص الذي كان ينوي اجتزاز شعري كعشب ضار حان التخلص منه. أراقب يدها تقترب بارتعاش، ولكن هل كانت يدها حقًا ترتعش ؟! أم أنا التي كان يزلزل رأسي الخوف من هذا الجامد صاحب النصل الحاد الذي سيقطع أوصال شعري ويتركه قصيرًا بلا ماضي يحكى عن إنجازاته. ولماذا الخوف وأنا من ملأت الكون كلها صياح برغبتي الحمقاء بقص شعر رأسي، وحاربت بلا هوان كي أجلس هنا ولا أٌبقي من طوله شيئًا.. إذًا لماذا الحزن يعصر قلبي؟ وكأنه موت عزيز ؟ لماذا هذا الصراخ الذي بداخلي ورغبتي بالفرار وكأن هذا المقص سيجتز رقبتي ؟
_ أنت متأكدة أنك تريدين قص شعرك ؟
سألتني والحذر يتسلل من عينيها.. هل رأت دمعتي المنحبسة في عيني؟ هل رأت ارتعاشي ورغبتي الجامحة في الفرار ؟!
أردت أن أخبرها أني لست متأكدة، أريد الاحتفاظ بشعري الحبيب ؟ لكني لم أفعل طال صمتي وتأملي في المرآة وربما انزلقت تلك الدمعة العالقة في رحلة خائبة للعثور على حريتها .. جعلتها تتراجع بلا طلب مني، قبل أن يوقظني هذا التراجع …لأن العودة في تلك اللحظة كانت تشبه الرجوع إلى علاقة أفسدت كل شيء في حياتي .. أفسدت سلامي وحبي لنفسي..
يخبروني أني تحت تأثير الصدمة وأني أريد التخلص من شعري الطويل فقط لأنه يحبه .. كنوع من الانتقام منه ..
ولكني لا انتقم منه أنا فقد أتخلص من الأشياء التي أسرفت في حبها وظننت أن الموت أقرب لي من التخلي عنها سوء كان هو أم هذه الحفنة من شعري .. لذا قلت وأنا أمسح تلك الدمعة قبل أن أتراجع عن قراري: نعم؛ أنا متأكدة قصيه.