أ.راتب حامد

مُقدمة

يُعتبر شعار العلمانية هو أحد أكثر الشعارات التي تُردد ونسمعها في الفترات الأخيرة في البلدان العربية وفي نهاية الثورات بشكل عام وبعد سقوط النظام السوري بشكل خاص في سوريا والإجابة على سؤال هل تستطيع سوريا أن تكون علمانية أم لا؟

والجواب بنعم أو لا هو ظُلم ونكون حينها قد ضيقنا واسعاً ولابد من الشرح المفصل والمُطول للإجابة عليه

التعريف بالعلمانية :

تُعرف العلمانية على أنها مجموعة من الاعتقادات التي تتبنى فكرة فصل الدين عن الدولة بشكل كامل سواء بالسياسة أو بالأمور العسكرية أو بالخدمات الاجتماعية والابتعاد لكلي عن الدين في إصدار أي قرار أو وضع اي دستور أو قانون بشكل مُقتضب نستطيع القول إنها

(فصل الدين عن الدولة)

الأسباب التي تمنع قيام دولة علمانية في سوريا :

الأسباب في ذلك كثيرة وتتنوع بين الرئيسة والثانوية، ولكن سنتطرق إلى الأسباب الرئيسية فقط

التنوع الديني: لا شك أن سوريا هي من أكثر الدول تنوعاً دينياً وعرقياً وقد يعتقد البعض أن هذا التنوع قد يكون أحد الأمور الإيجابية لقيام دولة علمانية لوجود مبرر أنه يوجد أكثر من دين فلا نستطيع أن نُلزم الدولة بدين معين ولكنا مخطئين في ذلك بسبب عدم وجود انسلاخ كلي أو جزئي عن الأديان من قبل متبعيها مهما ابتعدوا عنه فيبقى هناك تعظيم لدينهم وشعائرهم رغم ابتعادهم عنه

السلطة الدينية : تُعتبر السلطة الدينية في سوريا هي السلطة  ذات التأثير الأكبر على الشعب في سوريا فيعتبر الشيوخ والعلماء ورجال الدين في سوريا هم المرجع الأساسي لأغلب الأمور الحياتية فمثلاً للمسلمين السنة يوجد الشيخ محمد راجح والشيخ أسامة الرفاعي والشيخ محمد الشعال والشيخ إبراهيم شاشو والشيخ عبد الرزاق المهدي ووووو ويُعتبر شيوخ العقل عند الدروز هم أيضاً المرجعية الأساسية عندهم مثل الشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع وكذلك عند المسيحية والإسماعيلية والعلوية أيضاً عندهم سلطة دينية ذات تأثير ونفوذ كبيرين ، فبوجود هذه السلطة الدينية ذات التأثير والنفوذ الكبير على الشعب السوري لن يُسمح بقيام دولة علمانية نتيجة أن رؤساء هذه السلطة يطمح كل منهم إلى قيام دولة دينية تتبع دينهم

التنوع العرقي: يُعتبر التنوع العرقي والثقافي في سوريا هو خاصية غنية للشعب السوري إلا أن له تأثيرات وسلبيات أيضاً فيشكل العرب في سوريا النسبة الأكبر يليهم الأكراد ثم الأرمن والشركس ولكل منهم ثقافة وتاريخ كبير ونتيجة لذلك يعد هذا التنوع أحد أهم الحواجز التي ستقف في وجه العلمانيين في سوريا نتيجة الانتماء العرقي الكبير

التدخلات الخارجية من الدول ذات الطابع غير العلماني: يعلم الجميع أن الحكومة والفصائل الحالة في سوريا لها العديد من الولاءات الخارجية بدأً من تركيا مروراً بقطر والإمارات وإسرائيل والسعودية انتهاء بأمريكا وغالباً هذه الولاءات لبعض تلك الدول سيعيق قيام دولة علمانية نتيجة التوجه غير العلماني لبعض تلك الدول

الختام

بعد ما أوردنا من معلومات في هذا المقال يستطيع كل عاقل ومنصف أن يُدرك أن المطالبة بدولة علمانية في سوريا هو ضرب من الخيال ولاسيما أن المطالبة بدولة علمانية في هذا الوقت سيزيد من الانقسامات الداخلية وقد يكون فتيل فتنة قد تُؤجج….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *