د.ضياء جبالي
سُـنونٌ طـوالٌ يا دمشقُ؛ مع الألَم ْ
بقـتلٍ وقـمعٍ واغـتـرابٍ لمن سَلمْ
عذابٌ سجونٌ فقرُ جوع ٍ مع السَّـقَم ْ
بأهـوال ِذبـح ٍ قد توالت بها النـقَمْ
ظلام ٌبإرهابٍ؛ وبالبطش قد حَكمْ
جنونٌ بتعذيبٍ؛ وفي الشعب وانتقَمْ
بلاطجة ٌحمقى؛ وليس لهـمْ شـيم ْ
بكـُفـرٍ بلا ديـنٍ؛ بجـورٍ وكـم ظـلمْ
لشعـب ٍعريق المجد والجودِ والكرَم ْ
وأرضٍ لإسلامٍ؛ وللعـلمِ والقـلَمْ
سعـيرٌ من النيرانِ للخـيـرِ والتَهَمْ
زنازينُ إعـدامٍ؛ تـُبـيـد إلى العـدمْ
أبادوا لملـيـوني؛ قـتـيـلٍ بلا ذممْ
بطـردٍ لاثني عـشْرَ مليون مُحترَمْ
بتهجيرِ موتٍ في البحارِ وفي الخيَمْ
بـدمـع ٍبـإيـمـانٍ؛ كـسَيلٍ بـما ألَـمْ
شبابٌ نساءٌ أو لشيخ ٍقد اعتصم ْ
وشعبٌ وللمولى ومِن رعب ٍاختصمْ
وكم ألفِ مقـتولٍ شهيدٍ وكَم وكم ْ
لإحـصاءِ قـتـلانا؛ جهـلنا كم الرقمْ؟
**********
وقـوادُ أعـراب ٍلصهيونَ كالخدم ْ
عـصابةُ أوغادٍ دهت أفـضلَ الأممْ
بعصر ٍومن ظلم ٍعلى الجيل قد جثمْ
بأرض ٍبها الخيراتُ والماءُ والنِّعمْ
طـغـاة ٌبلا أدنى مـبـادئ أو قــِيَـمْ
بـتـطـبـيـع ِأوبـاشٍ؛ زبـانـيـةٍ رِممْ
ذئابٌ على شعـبٍ وللغازي كالغـنمْ
زناةٌ شـياطـينٌ؛ وتأبى لمَن رجمْ
لصوصٌ وعينُ الحقِّ بالعدلِ لم تـنم ْ
قريباً لهمْ يومٌ؛ سيجعلهم عـدمْ
غـوانُ لأعـداءٍ؛ بخـتم ٍ لهم خـتمْ
وتسعدُ بالسَّبِّ؛ وتزهو بمَن شـتمْ
عراق ٌكـلبنان َالجريح ِكم انصدم
وأردن ُفي التهديد في سجن ِمُتَّهم
وفي قدسِ أقصى غـزة وقد انعدم
ضميرُ احتلال ِالمجرمين مع العجم
دعـاراتُ كفَّارٍ؛ تناهت إلى الحرم
بعريّ ورقصٍ وسْط حفلٍ قد انسجم
مشاهدُ إجرامٍ؛ عـَمى بُكمِها الصَمم
وأبكتْ أبا هولٍ وأنطقـت الهـرم
بشعبٍ من الأعرابِ في ذبحهِ ابتسم
ينوحون في ضعفٍ لمعـتصمٍ نعم
جـرائم ُحـربٍ؛ كم تباهـت وبالتُّهم
ولم يبـقَ من عـارٍ وإلا لهُم وَصَم
توالوا سـقـوطاً بعد رفضٍ قد احتدم
لمزبلةِ التاريخِ عـضوا يـدَ الندم
**********
وجيشٌ من الأحرار ِكالبرق ِقد هجم
لـتحـرير ِسوريَّا يُـردِّدُ للـقـسَم
بزحـفٍ لـثـوارٍ على ثـأره ِعـزَم
كـفجـرٍ ونـورٍ كـالنهـارِ محـا الظـُّلَم
كحـُلم ٍوأضحى كالحقيقةِ واحتكم
بـشـرع ٍلـتـطـهـيرِ المواقعِ قـد أتم
نجومٌ وأبطالٌ تعالوا إلى القِمم
وبالسعي والإقـدامِ؛ بالعـزمِ والهِمم
وثاروا كبركانٍ وساروا وكالحِمم
بعـشرِة أيَّامٍ؛ وطاروا على القَدم
بردع ٍ لعـدوانٍ؛ بجمْع ٍمن الزَّخـم
بإصرارِ تحريرٍ؛ بإيـمان ٍاقـتحم
لمعتقلات الظلم ِأنجوا من ازدحمْ
قصاصٌ بوعدِ الثأرِ والجرحُ والتأم
أيا شامُ يا أرضاً لمَن هدموا الصنم
كعاصمةٍ حُزتِ الخلافة َفي القِدم
بقـبرِ صلاحِ الديـنِ خـلـَّدتِ للحـِكَم
بعـلـياءِ تـاريخٍ؛ كـنارٍ عـلى عـلم
تسامى إليكِ الوصفُ في شِعرِ مَن نظمْ
بطولاتُ أبطالٍ تغنَّى بها النغمْ
أيا سيفَ أمجادٍ؛ وللنصرِ قد حَسمْ
بصرحٍ بحصنِ الدين باقٍ وما انهدَمْ