أ.عراب القصيدة 

خذي قسطاً من الغفرانِ

بعضاً 

وارمِ شكوايَ في بحرِ النسيانِ 

واقرئي سطورَ قلبي 

ـ بكلِّ صمتِ الليالي ـ 

إذا ما جاءكِ عذري 

دعي عنكِ اللومَ المُرهِقَ 

أدري أنني عاشقٌ 

لحكاياتِ الماضي وألمِ الفراقِ 

وأعرفُ أنني رجلٌ 

يُعيدُ بناءَ ما انهدمَ 

ويغفرُ كلَّ زلاتِ الليالي 

ولن ترينَهُ يبكي 

لأجلِ منْ هجر..َ 

لا يعنيكِ هذا الحزنُ 

لا يعنيكِ ما خلَّفتِ من أثرِ 

بمنْ ضحَّى ـ وليس الحبُّ سوى ذكرى ـ 

لا يعنيكِ ما قدْ ضحى 

وإنْ وقفتْ ذكرياتُ الأمسِ تبكي 

على عتباتِ قلبي 

خُذي جرعةً من الصبرِ 

قدْ تُنهكِكِ الذكرياتُ 

إذا ما كنتِ سيدتي على سفرِ 

خُذي نفحةً من البُعدِ 

لا تستسلمي للضعفِ 

كوني كما أعرفُ 

صخرةً تُنحتُ من ألمي 

دعي حزني 

دعي ما شئتِ من ذكري 

ذريني أزرعُ الأحلامَ 

وكوني ضوءَ أيامي يا قمري 

دعي أشيائيَ الصغيرةَ 

دعي لي سرَّ ما يُخفيهِ هذا الليلُ 

منْ أسرارٍ ومنْ حِكمٍ 

ومنْ صدى بكاءِ الروحِ 

تحتَ تساقُطِ النجومِ منْ سمائي 

فلي وحدي مقامُ الجهلِ بالزمنِ 

مما قالَ، مما كتبَ، مما نسجَ منْ حكاياتٍ 

أنا وحدي ولي وحدي 

مقامُ النظرةِ العميقةِ 

وأنتِ اللوحةُ الوحيدةُ في خيالي 

دعي خوفي إذا ما غبتِ لحظاتٍ 

وصارتْ بعدكِ اللحظاتُ ذئباً يتبعُ خطوي 

كذئبٍ جائعِ الروحِ 

منْ أشباههِ وجعي 

ومنْ أنسابهِ خوفي 

دعي ذكري 

دعي لي خريفَكِ الحالمَ 

عطرَ الياسمينِ، حفلَ القمرِ 

كلَّ تنكرِ الرياحِ للغصونِ 

فمنْ أخبركِ عنْ شكوايَ 

تناسى أنْ يفي بالوعدِ أنْ يُخبركِ عنْ قدري 

وأني أغزلُ الأحلامَ 

أرمي في دروبِ الليلِ 

بحثاً عنكِ سيدتي وعنْ أثرِ 

هبي أني 

نسيتُ وجئتُ منتظراً 

لقاءً كنتِ نهايتَهُ 

بليلٍ كنتِ بدايتَهُ 

فلا تأتي لجرحي وإنْ توسلتُ فاعتذري 

فلا يعنيكِ أمرُ الحزنِ في صدري 

ولا يعنيكِ شأنُ الخوفِ 

لا يعنيكِ ما كسرتِ منْ أحلامٍ 

وكمْ كسرتِ منْ أحلامٍ 

هَـبي أني..

فهذي عادةُ الأشواقِ 

إنْ جاءتكِ رُدِّيها 

ولا تنظري إليها 

لأنكِ إنْ تروميها 

عرفتِ قسوةَ الألمِ 

وإنكِ إنْ تروميها 

لمستَ حدةَ الأشواكِ في قلبي 

وإنكِ إنْ تري فيها 

قرأتِ قصيدةَ الوداعِ في سفرِ الألمِ 

أجل لا تأسفي أبداً 

وردي طيفَ النسيانِ واختصري 

دعي لي خيطَ ما انقطعَ منْ حلمٍ 

وما أدركتُ منْ عُلوٍ ومنْ هبوطٍ 

أنا ما زلتُ مصنوعاً منَ الإخلاصِ سيدتي 

أنا ما زلتُ معلقاً كما النجومُ في السما 

أنا ما زلتُ ذاكَ الحالمَ 

وذاكَ الساقطَ في دربِ الليالي 

وغصنٌ يحملُ الأملَ 

دعي لي شبهةَ اللانهائي 

خارجَ زمنِ التاريخِ منسياً 

أزاحمُ في الفضاءِ وحدي 

وأكتبُ عنكِ يا قمري 

دعي لي ما يريكِ الآنَ ما يرضيكِ 

ما يشقيكِ ذا شأني كأني موكلٌ بالحزنِ 

وحدي موكلٌ بالحزنِ منْ صغري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *