أ.طارق سليمان
أشد لحظات الليل ظلمة هي اللحظات التي تسبق انبلاج الفجر مباشرة..
وأكثر لحظات العدل سطوعا تكون بعد سيادة الظلم…وأجمل أوقات الراحة تأتي بعد ساعات الكد والتعب ..وأجمل اللقاءات هي التي تعقب الفراق الطويل ..
هكذا هي الحياة تجمع الثنائيات والمتناقضات في خيط واحد .. صعود وهبوط .. حر هجير وبرد زمهرير .. تجهز المسرح دائما للحدث الجديد .. وحتى يكون الحدث لائقا لافتا لابد من تجهيز المسرح له .. فقبل الزراعة لابد من حرث وتقليب التربة حتى يمكننا انبات زرع جديد قوي وصحي .. وقبل الرحيل لابد من جفوة .. وقبل اللقاء لابد من همس وسهر..
الحياة دورها فقط تجهيز المسرح وإعداد المكان – اللوكيشن الذي تدور فيه الأحداث – وزمان وقوع الحدث .. شتاء صيفا أو ربيعا وخريفا..
ثم يأتي دور المؤلف الذي يقوم بإعداد وكتابة الراوية وكاتب سيناريوهات الأحداث .. هل هي حروب أو مجاعات .. هل هي أعاصير أم زلازل وبراكين .. أم أنها سياحة ورحلات ودراما اجتماعية..
أما الممثلون أو لاعبو الأدوار على مسرح الحياة فمنهم أيضا الأبطال ومنهم الأدوار المساعدة ثم الكومبارس المتكلم والصامت ويأتي في أدنى القائمة الجموع أو الحشود ..
والأبطال عليهم حفظ وفهم أدوارهم التي يؤدونها بإتقان .. وعدم الارتجال أثناء العرض .. ومن يخرج عن النص المحدد له يعاقبه المخرج ..
فالمخرج هو الذي يحرك الأحداث خلف الستارة .. واللاعبون دمى تتحرك بخيوط مربوطة بأطراف أصابعه وكل هذا حتى تكتمل المسرحية كما أراد لها المخرج .. ليتعالى تصفيق السادة المغفلين وينسدل الستار…