تكايا اسطنبول بين الماضي والحاضر
سعى العثمانيين بعد تحقيق الاستقرار الداخلي إلى المحافظة على مختلف خصائص المجتمع الإسلامي إذ عمدوا لتسخير خبراتهم ومعارفهم ومواردهم الواسعة في تطوير مختلف جوانب الحياة المعرفية العلمية والمجتمعية الانسانية و بين هذين النطاقين كان الاهتمام كبيرا” بالتكية كعمارة عثمانية خالصة تحتل مكانة كبيرة لما تؤديه من دور مهم في الحياة العامة إضافة للجانب الديني فهي مبان متواضعة بنيت بجهود متضافرة لإفراد من عامة المجتمع وبمساعدة بعض الممولين الاغنياء المرتبطين بالسلطة بشكل مباشر أو غير مباشر والتي لا تكاد تميزها عن المباني الأخرى المحيطة إلا بوجود مدخل مزخرف للتكية أو عند رؤية النوافذ الصغيرة المخصصة للعامة لإلقاء التحية على ضريح الولي الموجود بالداخل.
وعلى الرغم من أنها لم تكن النموذج الخدمي الأول من نوعه في مضمار العمارة الاسلامية حيث يمكن القول إنها وريثة الخانقاوات والتي كانت تنتشر في الارجاء الخاضعة للسيطرة المملوكية في الشام ومصر وقد حظيت بالاهتمام الكبير من السلطة الحاكمة وصلت به الى ذروة التطور ليس فقط على الجانب المعماري بل في جانبها الوظيفي الخدمي.
التسمية :
وقد أشارت الوثائق إلى هذه المباني بأكثر من اسم حيث كانت التكية أو الخانكة تطلق على أي مبنى يقطنه الدراويش ولكن التكية الاكثر انتشارا” وأما الإستانة فتشير إلى مبنى ضخم يخص إحدى الطرق الكبيرة فيما الزاوية فهي مسكن الدرويش الذي لا ينتمي إلى أي من الطرق الصوفية وأخيرا” فان مصطلح الديرجا أطلق على التكية التي ترتبط بأحد الأضرحة.
لغويا” جاءت الكلمة من الاتكاء والاستناد وينظر لهذا المعنى من زاويتين الأولى للمريدين ومتتبعي الطرق الصوفية حيث أن الصوفية متجذرة في المجتمع العثماني والأتراك خصوصا لما وجدوا فيها من روحانية عالية وسمو عن الجمود المادي لتكون التكية هي المكان الذي يمارس فيه المريدين شعائر الطريقة الصوفية الذين انقطعوا عن الحياة للعبادة “مفهوم الزهد بكل شيء ” ليسمو معنى الاتكاء والتوكل المطلق على الله عز وجل ويعقدون فيها حلقات الذكر والتلاوة والتسبيح بشكل دائم والتدارس لعلوم الدين .
وأما المعنى الآخر فقد مثلت للفقراء وعابري السبيل الذين ليس لهم مأوى المتكئ فوجدوا فيها الطعام الذي يسد رمقهم والملجأ الذي يأويهم ليلا وهذا ما جعلها تصنف من الأبنية ذات القيمة المجتمعية المهمة لما لها دور كبير في هذا السياق الذي حثت عليه الشريعة الاسلامية بشكل ضروري وفق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يهدف الإسلام لتحقيقه وضمان التماسك الاجتماعي..
فيما نرى اليوم المعدمين يفترشون مقاعد الحدائق والأرصفة وأسفل الجسور في عجز ظاهر للدولة المدنية بكل مؤسساتها الحضرية أمام هذه الظاهرة التي تزدري حياة الانسان وتنتقص قيمة المجتمعات من القدرة على تحقيق توازن نسبي نوعا ما في دعم الأفراد كل أفراد المجتمع وهذا لربما يجعلنا نتساءل كيف كانت المجتمعات الشرقية بثقافتها الاسلامية قادرة على حل مثل هذه الظواهر التي تغرق بها أزقة الدولة الحديثة دونما حلول ترتجى؟
لا يمكن إنكار أن هذه التكايا لاحقا لعبت دورا” مؤثرا” حتى في الحياة السياسية وأن السلطة الحاكمة كانت تسعى باستمرار لتكوين علاقات وثيقة مع شيوخ التكايا والمدارس الصوفية لاستمالتها واكتساب رضاها لما تمثله من ثقل على مستوى القاعدة الجماهيرية والتحامها بالتوجه الشعبي.
إننا من خلال تتبع تاريخ التكايا نستطيع استشراف العلاقة بين الدولة والطرق الصوفية وفهم خارطة انتشار بعض الطرق على حساب الأخرى التي واجهت الصعوبات والعقوبات سواء بالتدخل في الشؤون الداخلية الإدارية أو تقنين مخصصاتها المالية وتصل أحيانا الى وقف مرتبات الشيوخ وسحب كل المميزات الرسمية الممنوحة من قبل الدولة, إن أهمية الصوفية في الوجدان المجتمعي لم تنتهي حتى مع انتهاء الخلافة حيث عبر الدكتور جمال كاوفادار عن خصوصية الصوفية في تشكيل هوية تركيا الحديثة قائلا:
الصوفية تخترق بتأثيرها جميع جوانب الحياة الثقافية التركية الحديثة من شعر ولغة وسينما وموسيقى لتبدو قوة ثقافية محركة في تركيا الحديثة …
وقد عمد السلاطين العثمانيين مع القرن الخامس عشر فما بعد لضمان الاستقرار الداخلي والتفاف طبقة العلماء حولهم لإهداء بعض الكنائس والصوامع التي ترجع ملكيتها للسلطة لشيوخ الطرائق كل حسب شعبيته وكثرة مريديه من الدراويش وانسجام خطابه مع التوجه العام للسلطان لتحويلها الى تكايا.
وقد رصدت آخر إحصائية بين عامي 1826 وعام 1925 أكثر من 200 تكية مأهولة فيما حسب وثيقة تاريخية تعود 1889 كان هذا العدد هو الثلث فقط لعدد التكايا الاجمالي الفاعلة في اسطنبول وحدها.. ونتيجة للإهمال الذي تعرضت له التكايا في القرن الأخير من الزمن فإن جل التكايا التي قاومت التلف تعود لعشرين طريقة صوفية وفقط 16 منها مسجلة في الوثائق العثمانية اهمها القادرية والمولوية والنقشبندية والشاذلية والبدوية والسعدية والرفاعية والخلوتية والبيرمية فيما لم تذكر البكداشية ولا الزينية في الاحصاء العثماني الرسمي لأسباب سياسية… وعلى الرغم من حقيقة كون هذه التكايا ليست الا امتدادا للخانقاوات التي كانت المماليك تكثر من بناءها والتي بدورها وريثة المدارس النظامية التي عمد نظام الملك الى نشرها في العهد السلجوقي لنشر المذهب السني و استطاعت التصدي للمد الشيعي في تلك الحقبة والمتمثلة بكونها معاهد للمذاهب الفقهية والحديث والقراءات والتصوف إلا أنها أصبحت تمثل توجها أحاديا عمدت الدولة أو السلطنة إن صح التعبير إلى ترسيخه ومنع خروجه عن الحدود المرسومة كأن يتدخل بالشأن العام الا بما تقتضيه المصلحة العامة لما يمثله من ثقل حقيقي مؤثر في ساحة المجتمع العثماني …
المعمار : التصميم المعماري والزخرفي
ما ينبغي أخذه بالحسبان أن المختلف في عمارة التكايا سواء كانت الضخمة منها او البسيطة الصغيرة أنها موجهة لخدمة العامة لهذا كان التركيز في معمارها على جانبها الخدمي العملي يفوق جانبها الجمالي المثالي نميز نوعين منها :
الأول هي المباني السابقة ككنائس وصوامع تم تحويلها لتكايا و تعديل تفاصيل المباني لتناسب حياة الدراويش وطقوسهم كطمس كامل لجميع الزخارف والرسوم المسيحية التي شكلت جزءا أساسيا في كينونة المباني المسيحية الدينية وكذلك إضافة المنارات والمحاريب ونوافير المياه المخصصة للوضوء كما كان يتم توسيع المباني بإضافة غرف السكن حسب الحاجة مع ازدياد عدد الدراويش والمنقطعة بهم السبل المقيمين في التكية.
من أهم النماذج:
كنيسة القديس سيغوار اكاتالبتوس والتي اصبحت تكية قلندرية
كنيسة بنتوكواتور والتي اصبحت تكية اك شمس الدين ..
فيما الثاني الذي تم بناؤه خلال العهد العثماني كتكايا في المخطط الاصلي والذي لم يكن لها شكل أو حجم محدد ففي القرن التاسع عشر كانت معظمها عبارة عن منازل لشيوخ الطرق ومريديه وتخصص الساحة في المنزل لأعمال الطريقة التي يرأسها الشيخ.
تختلف أحجام التكايا حسب الشيخ الذي ينظم أمورها وعلاقات الطريقة بالسلطة والانتشار الشعبي ففي القرن التاسع عشر بعض التكايا أقام فيها فقط سبعة دراويش فيما آخرى احتضنت 100 درويش أو يزيد .. وقد اندرج تحت هذا النوع عدة أنماط لعمائر التكية :
عرف النمط الأول بالمدرسة –التكية وهي المدارس التي وضفت فيما بعد كتكايا او جمعت بين الدورين وهي عبارة عن مبان مستطيلة الشكل او مربعة يتوسطها فناء تحدده مجموعة من القناطر التي ينفذ كل منها الى غرفة واحدة أو قاعة محددة تستعمل أكبرها حجما والمواجهة للمدخل الرئيسي قاعة للدرس فيما تستخدم القاعات الاخرى مساكن للطلاب والاساتذة .
بعض المدارس تشتمل المكتبة والنزل الخاص بالمسافرين وفي الطابق الارضي يوضع الضريح إلى الجانب من القاعات وأما الفناء الداخلي فيحوي النافورة فيما المقبرة التي تحوي قبور بعض الأقارب للولي فتكون في الفناء الخارجي .. كلية شورلولو علي باشا المجاورة للبازار الكبير هي نموذج لهذا النمط حيث تتكون من بنائين متعاكسين الأول تكية والآخر مدرسة ..
وأهم النماذج للمدرسة-التكية الأحمدية في منطقة الاسكدار حيث مخطط المدرسة التقليدي عند تقاطع شارعين على تلة مشرفة حيث اتخذ البناء بجهته العليا شكل حرف L متضمنة الفناء وكذلك كانت الجهة السفلى من البناء شكل L آخر يحتوي القناطر التي تؤدي للقاعات وبوابات التكية ودورات المياه والنوافير فيما كان هناك صيوان كبير عند نقطة التقاء المبنى بالجدران تم تقسيم الصيوان إلى مكتبة وإلى قاعة كبير أساسية للتدريس تمتاز بإطلالتها الفريدة على منحدرات المنطقة والميناء البحري .
النمط الثاني هو أن تكون التكية جزءا من الكليات المؤلفة من المشفى والمدرسة الابتدائية والعليا والمكتبة الكبرى والحمام والنزل والتي يشرف على بنائها السلطان أو أحدى الشخصيات المهمة في الدولة كهبة منه للشعب وتكون هذه التكايا الأكثر فخامة مقارنة بالانماط المعمارية للتكايا الآخرى سواء من ناحية الحجم والشكل والخدمات ومن أهم النماذج التي بنيت في المرحلة الأولى من تأسيس الدولة العثمانية تكية كلية عاتك علي باشا التي أمر ببنائها السلطان محمد الثاني “الفاتح” عام 1496.
وهناك تكية عاتك وليد في اسكيدار والتي تمثل نموذجا للتكايا المبنية في العصر الذهبي للدولة العثمانية تبرعت ببنائها نوروبانو زوجة السلطان سليم الثاني 1583 وكذلك تكية محمد باشا 1571 وتكية كاباش ولي 1583 التي رعت بناءها والدة السلطان مراد الثالث …والشيء المشترك بين الابنية السابق ذكرها جميعها أن المشرف المعماري على التصميم والتنفيذ المهندس الشهير سنان.
وأما النمط الثالث من التكايا نشأ في القرن الثامن عشر حيث كانت العلاقة بين السلطة والدراويش في ذروتها احتلت فيه يعض الطرق الصوفية مكانة كبيرة في المؤسسة الدينية مكنت بعض شيوخها من تحويل منازلهم الكبيرة الى تكايا ومن أهم نماذج هذا النمط تكية حسير زاده في سوتلوتشي المطلة على ضفاف القرن الذهبي عبارة عن قصر فخم حول الى تكية بكل ما يحمله من جمال معماري وزخرفي مبهر حتى التهم الحريق 1984 الفرش المزركشة ..
وفيما النمط الرابع هو التكايا الضخمة وهي أهم نمط موجود فتتكون من عدد من المباني المخصصة لطقوس الطريقة وإقامة الشيوخ والدراويش ولعابري السبيل تتكون من الميدان وهو الفناء العام المفتوح الذي يمثل مركز التكية يستخدم لإداء الصلاة وهناك السمع خانة وهي قاعة مخصصة لممارسة طقوس الموسيقى وأيضا يوجد التوحيد خانة القاعة المخصصة لطقوس الذكر …
لم يبق من هذا النمط في اسطنبول حتى اليوم سوى أربع تكايا
تكية شكولو سلطان وتكية جامع عزيز محمود هداي وتكية الطريقة القادرية في التوب كابي ولكن النموذج الأهم هي تكية جالاتا مولوي خانة في بيرا التي أعيد بناء مبانيها وترميمها بعد الحريق الكبير 1855 وبقيت تمثل الوجهة الأهم لكل مريديها رغم كثرة التكايا الآخرى لتاريخها العريق والذي بدأ عندما أمر ببناءها السلطان محمد الثاني كأول تكية في المدينة رغم أن بعض الوثائق تقول بأن التكية كانت كنيسة بيزنطية “القديس ثيودور” أو بنيت على أنقاضها.
ماتزال الى اليوم تمثل تحفة معمارية فريدة جمعت بين روعة التصميم الهندسي وجمال المشهد الزخرفي لتخلق في نفوس مرتاديها سمو روحي عذب تبدأ من الباب الضخم تعلوه لوحة فيها تاريخ البناء وإلى الجوار منه تتوزع النوافذ الصغيرة التي ينظر من خلالها المارة الى قبور الأولياء وإلى اليمين بمجرد الدخول يوجد بناء السبيل خانة من طابقين السفلي منهما سبيل للماء يطل على الشارع الرئيسي كان متاحا للعامة كصدقة بقسميه الأول الماء والثاني اللبن أو العصائر…
ثم إلى الداخل عدد قليل من المباني يوجد المكتبة وقاعة الساعة والتي يحسب فيها مواعيد الصلاة بدقة ويوجد التربة التي كانت تضم بعض رفات الشعراء والموسيقيين من أتباع الطريقة إلا أنها أزيلت عام 1941 ونقلت الشواهد الى مواقع آخرى …
يعد السمع خانة الجزء الرئيسي المتمحور حوله معظم الدهاليز والأدراج والقاعات المحافظة على تصميمها التركي التقليدي دون ترميم لجودة المواد المستخدمة آنذاك وخاصة الاخشاب تتناسق تقسيماتها وهندستها المميزة مع حياة الدراويش وأدوات الموسيقى والتراتيل الروحية والعروض الحركية التي يقوم بها…
القاعة الرئيسية مثمنة الاضلاع مكونة من طابقين عبارة عن مسرح في الوسط منه أرضية لامعة محاطة بحاجز على جوانبها المستديرة قاعات لعلية القوم والشلبي “شيخ كل المولولين” تفصل بينها أعمدة إسطوانية ومقصورة خاصة بالسلطان يحجبها حاجز مشبك كتلك التي تستعمل لجناح الحريم ومقصورات خاصة بالعامة الرجال منها والنساء نلاحظ حرص التصميم الداخلي لحفظ خصوصية الحاضرين كل في مقصورته.
أما الفرقة الموسيقية فمكانها آخر القاعة مقابل المحراب العتيق المزخرف بايات القرآن الكريم وإلى جواره المنبر الخشبي واللافت أن اللون الأبيض والأزرق هما الطاغيان في كل المشهد لما لهما رمزية تدل على الصفاء …
وقد تم فتحها أمام العامة بعد الإنتهاء من ترميمها 1975 كمتحف أدبي يقدم اليوم عروضا تعكس قداسة الحالة النفسية لتلك الحقبة الزمنية يحمل من الخارج مظهر هادئ بلون أبيض لا يحمل اضافات فنية كنقوش أو زخارف على العكس تماما لما هو داخل السمع خانة ..
الجدير بالذكر أن كل تفصيل بالتكية له مغزى إذ أن التكية تحتوي مطبخين الأول مطبخ الشرف الذي يتولى مسؤولية طبخ الطعام وتقديمه لأفراد التكية وللفقراء المعدمين أما المطبخ الثاني فهو ميدان الشرف ومهمته إعداد الدراويش الجدد الذين يطمحون إلى الترقي إلى مرتبة الدادا, وهنا لا يستخدم الطهي لوظيفته المجردة وهي إعداد الطعام وإنما اختبار الاستعداد الذهني والروحي للدرويش في التخلي عن كل الاغراض الدنيوية والإمتثال التام في إتباع الطريقة المولوية …
يوجد نمط خامس من التكايا في اسطنبول ولكنه إندثر وهو عبارة بناء خشبي صغير تتوسطه ساحة مفتوحة تحوطها أربع قاعات تسمى بالإيوان تستخدم للتدريس وهذا النمط كان الأكثر انتشارا في آسيا الوسطى مستوحى من المخطط للمساجد الآولى حيث تغطى الساحة المفتوحة بالقباب المعقودة.
وقد قام فنانو التكايا وخطاطوها بعكس أفكارهم وعقائدهم في اللوحات والزخارف التي استعملوا فيها نصوصا عربية مقدسة يذكر فيها اسم الله أو الأنبياء والآولياء وبالإضافة إلى زخارف من الطبيعة وخاصة الزهور وآحيانا الطيور والأسود وجمل علي وقد نقش كل ذلك بحرفية عالية ومهارة متقنة على جوانب التكايا والمساجد والمقاهي والمنازل.
حاليا وعلى الرغم من الإهمال الذي عانته التكايا في الفترات التي غاب فيها الاسلام على أي حضور سياسي في البلد إلا أنها بقيت بالحد الادنى حاضرة في الذاكرة الجمعية الشعبية وقد تعرضت الكثير منها للإغلاق الاجباري إلا أن القليل منها بقي يمارس بعضا من الوظائف التي تبتعد تماما عن إنتاج أي شكل من أشكال التنظيم الديني والتأثير الإجتماعي أو السياسي حول بعضها الى متاحف ترعى التراث العثماني وتمثل استمرار للعرض الصوفي من رقصات و أزياء وأشعار ونمط حياة الدراويش وبعضها إلى مكتبات أو مبان لأغراض ثقافية آخرى .
وأختم بالقول أن التكايا هي المرآة التي تعكس الفن المعماري للأغلبية الشعبية الصامتة والمهمشة في معظم السجلات الرسمية التوثيقية والأدبيات التي كانت تدور في فلك السلطة الحاكمة التي عكفت على بناء المساجد الضخمة التي تظهر مدى نفوذها وسطوتها وقوتها والتي كان يرصد لها الأموال الطائلة فيما التكايا كانت تعبيرا صريحا عن توجهات ورغبات الفئة البسيطة والفقيرة وتفاعلات أفكارها بين الدين والوضع الاجتماعي العام في المجتمع.