حلاوة روح

ألا تستقيم نفسك إلا في حضور السلام الداخلي ولا ترتاح إلا بحضور الأمان ولا تطمئن إلا في وجود من تحب..
أن يكون لديك ميلٌ واضحٌ لتصديق أكاذيب الطرف الآخر يقابله رغبة في أن يكون صادقًا فعلا هذه المرة .. ليس لكونك ساذج أو لكونه أذكى منك .. بل لأن قدرتك على احتمال الخداع محدودة فتشفق على فطرتك وعلى نفسك المسالمة وتتمنى تكذيب حدسك في كل مرة..
أن تكون حلو الروح يعني أن تستمتع برائحة الورود ونسيم الصباح وأصوات العصافير
أن تحدّث موج البحر وتراقب القمر في مراحل نموه وأن يخطف اكتماله ناظريك ثم تعرف أنه كلما اختفى مخنوقا وراء سحابة عابرة أن حبيبك حزين الآن فتتمنى لو صعدت عاليا لتأخذ بيد القمر فتزيح عنه السحاب…
أن تكون حلو الروح لأنك تقاطع شخصًا تحادثه لتخبره فجأة وبدون مناسبة بأنك تحب أباك جدًا فيشعر الآخر بالعجز ويتمنى تقبيل جبين والدك..
أن تكون لين الطباع عند الخلاف ولا تصبح القطيعة اختيارك الأول ..لأن روحك الشاسعة تسمح بوجود اختيارات..
أن تعرف كم كانت أمك سيدة جميلة وأن تشفق على كل نساء الأرض من أجلها وأن تتذكرها كلما هب النسيم…
أن تعرف الإنسان من عينيه لا من جيبه وأن تنظر تحت الجفون وتراقب صمت الشفاه وأن تشاهد الفيلم الذي تحبه مئات المرات وفي كل مرة تشعر أنها المرة الأولى وأن تراعي في صدامك مع الغير ما يليق بك … لا ما يستحقه …
أن تحب الأطفال والطيور والفراشات والزهور والقطط والسناجب والجبال والمطر والجليد والأنهار والشلالات والصخور والأشجار والأشعار والنجوم وحقول القمح والوجوه الصادقة
أن ترتاح للصدق والخير والنقاء أن تعجبك الأمومة لأنها العطاء وأن تحب الصداقة لأنها الإخلاص وأن يأسرك الحب لأنه الحياة.. واعلم أن الحب الذي لا يخرجك تمشي راقصا تحت المطر في شوارع المدينة ولا يجعلك تعشق حقول القمح وتقطف زهور الحدائق والنوم في البراري والرقص حافيًا على قمة تلٍ في منتصف الصيف….ليس حبًا.
واعلم بأن الحب الذي لا يحصدك حصدًا وينثرك قمحًا من الوهلة الأولى ليس حبًا.

من admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *