أ. البشير بن عبد الرحمن

خِبَاءُ القَلْبِ الحَافِي

وَهُمْ مَالُوا مَعَ الرِّيح

 لَكِنَّ الرّيحَ لَمْ تَمِلْ مَعَهُمْ

 الرِّيحُ خِبَاءُ القَلْبِ الحَافِي

الرِّيحُ سِلاَلٌ خَاوِيَةٌ

 وَبِئْرٌ مَعَطَّلَةٌ

 خُيوطُ التِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا

 يَا رَمَادَ الحُقُولِ

 الرِّيحُ أَوْرَاقُ الحُلُمِ المتَسَاقِطَةْ

 أَعْنِي قَصَائِدَ رِثَاءٍ

لَمْ تُكْتَبْ بَعْدُ بِدَمِ البَيَاضِ

 فَيَا وَجَعَ الرُّوحِ إِذْ نُشَيِّعُ أَحْلاَمَنَا كُلَّ حِينٍ

 الرِّيحُ فَاكِهَةُ الغِيَابِ

   الرِّيحُ صَوْتٌ يَهْتِفُ بِي:

لَنْ أَمُرَّ عَلَى أَوَّلِ الليلِ حَامِلاً شَمْسَكَ البَارِدَةْ

 النُّجُومُ هُنَاكَ بِمِحْرَابِهَا سَاجِدَةْ

 الرِّيحُ المَاءُ الآسِنُ فِي حَلَقِ الصَّحرَاءِ

الرِّيحُ نَقْشٌ أَنْدَلُسِي يَسْتَجْدِي عُيونَ الوَصْلِ خَرِيرُ مُوَشَّحٍ قَدْ جَفَّ فِي التِّيهِ المَشِيدِ…

 (لاَ غَالبَ إِلاَّ اللهُ)

 الرِّيّحُ خَيْمَةُ جَدِّي…

 مِسْبَحتُهُ التِي يَهُشُّ بِهَا عَلَى حُلمِي

 سَجْدَتُه بِالأَسْحَارِ

 مَنَاوِرُ النُسَّاكِ

أَنْجُمُهُ التِي رَعَتْ فِي عُيُونِ الحَقِيقَةِ

 يَا سِدْرَةَ المنْتَهَى

 الرِّيحُ مِدْفَأَةٌ مُطْفَأَةٌ بِلاَ مَشَاعِر

 الرِّيّحُ شَمْعَةٌ آثَرَتْ أَنْ تَظَلَّ بَيَاضًا

يُؤثِّثُ ظُلْمَتَهَا المشْتَهَاة

  الرِّيّحُ واللحْمُ الحَنِيْذُ

 أَنَا وَأْنتَ…

 وَهَذَا الجُوْعُ ثَالِثُنَا

 عَلَى حُبٍّ سَأُطْعِمُكَ مِنْ جُوعِي

 الرِّيحُ رِيْشَةُ فَنَانٍ تَشْكِيلِي رَسَمَتْهُ لَوْحَتُهُ فَأَطْفَأَ القَمَرَ وَنَام

الرِّيحُ تَقْرَأ

 أَيُّهَا الـكُنْ مِثْلَ الرِّيحِ

وَاقْرَأْ فِي سُطُورِ النَّاسِ

 فِي الأَسْمَالِ: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَيَا غُرَاب

 الرِّيحُ رِئَةُ المعْنَى وَقَافِيةٌ الأَزْمَان

: الرِّيحُ تَحْفَظُ مَا خُطَّ عَلَى الرَّملِ يَا نَقَى الرَّملِ هُمْ قَالُوا

 لَمْ تَحْفَظِ الرِّيحُ وَلاَ الرَّمْلُ وَعَى

 الرِّيحُ شَجَرٌ يُسَافِرُ فِي المهَبِّ إِلى الضِّفَافِ…

  الرِّيحُ سَيّدَةُ المَقَامِ

فَأَوْقِدْ في حَضْرَتِهَا جِمَارَ الشَّوْقِ

وَاغْتَسِلْ مْنْ دَمْعِهَا الأَنْقَى تُبْصِرْ جُبَّةَ الحَلاَّجِ

 الرّيحُ أَشْجَارٌ ثَكْلَى تَحَلَّقَ حَوْلَهَا يُتْمُ اللُغَةْ

الرِّيحُ

 ... عَيْنَاكِ مُوْسِيقَى المِيَاهِ وَهِيَ تَرْسُمُ لِلرّبِيعِ

 بَشَائِرَ الطَّيْرِ المُهَاجِرِ

 الرِّيحُ دَمُ الحَبِيبَةِ الذِي هَبَّ مِنْ سَحَرٍ نَاعِمٍ

 وَالنَّسِيمُ الذِي هَبَّ مِنْ سَحَرٍ نَاعِمٍ

 صَارَ عُشْبًا حَزِينْ

 الرِّيحُ مِعْطَفُ شَتوِي يَشْتَهِي الأُنْثَى

فَتَشْتَهِيهِ بَلاَغَةُ الأَيَامْ

 الرِّيحُ مَا بَقَى مِنْ حُزْنِ البَابِ

 وَقَدْ مَرْوا عَلَى البَابِ بِالبَابِ

 زُجَاجُ نَافِذَةٍ قَدِيمَةٍ

بِلاَ عِنَبٍ يُضِيءُ

 الرِّيحُ تَتْلُو مَا تَيَسَّرَ مِنْ فَنَاءٍ

عَلَى شَاهِدِ قَبْرٍ مَهْجُورٍ

 الرِّيحُ سِيْرَةُ مَنْ رَكِبَ القَمْحَ للنَّارِ

حَتّى إِذَا مَا اسْتَوَى لَهَبًا

 قَالَ: يَا رِيحُ هُبِّي

 الرِّيحُ مَوْجُودٌ مُفْتَقَدٌ،

وَمُفْتَقَدٌ مَوْجُودٌ

أَوْقَفَ (النِّفَري) فِي تِيهِي

 الرِّيحُ يَا هَذَا الوجُود

حِبْرِي الذِي لَمْ يَغْتَرِفْ مِنْ دَمِ البَيَاضِ

 غَرْفَةً بِيَدِه

 الرِّيحُ سَاعةُ الرَّملِ،

 التِي تُمَرِّرُ أَسْئِلَةَ الوَقْتِ لِلوَقْتِ

حَلِيبُ شَقَاوتِي الذِي لَمْ يَتَغَيّر طَعْمُه

 عَنْزَتِي وَحَمَامِي

 الذِي لَقِي اللهَ في (عَبَسَ) الرُّوحِ يَا أَبَتِ *

 الرِّيحُ مَوْقِدُ أُمِّي

 حَنِينِي لِقَهْوَتِهَا البَيْضَاء

رِيشُ العَصَافِيرِ أَيَتُهَا الفِخَاخ

هَمْسُ بُيُوت الطِّينِ

 شَجَنُ الصَّبَارِ

صِيَاحُ دِيْكِ القُرَى *

 الرِّيحُ تَلْهُو بِقُمَامَةِ هَذَا الحَيوَذَاكَ الحَي

 تَتَسَكَّعُ فِي الأَرْجَاءِ الحَافِيةِ الخَطْوِ

 تَتَبَضَّعُ فِي الأَسْوَاقِ بِلاَ وَرِقٍ

تَشْرَبُ شَايا فِي المَقْهَى المُكْتَظِّ

 بِفَرَاغ بَاسِقٍ

تَحْمِلُ قُفَّتهَا وَتَعُوْد

 الرِّيحُ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ

نَسْلُ أُلَى أُخِذُوا بالسِّنِين

الرِّيحُ عَزْفُليوناردو دافنشي

عَلَى وَجْهِالموناليزا

الرِّيحُ خُيوطُ فَجْرٍ مُنْسَدِلَةٍ

عَلَى سُفُوحِ جَبَلِ قَاسِيون

تُصْغِي لـِابنِ عَرَبِي”

الرِّيحُ وَرْدَةُ رَمْلٍ عَطْشَى

 بِلاَ مَلْجَأ فِي العَرَاءِ

 الرِّيحُ تَابُوتُ الكَلِيمِوَأَوْحَيْنَا

(وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي)

 انْفَلاَقُ البَحْرِ

 سِرُّ حِكَايَةٍ مِنْ مَاءِ مَدْيَنَ فِي دَمِي

وَحَدَّثَنِي الطُّورُ: عَنْ نَارِ مَنْ سَلَكُوا

وَعَنْ نُوْرِ مَنْ سَلَكُوا

  وَالرِّيحُ أَعْشَاشٌ مُتَهَالِكَةٌ

 سَلاَمٌ عَلَى الوَهْمِ يَحْرُسُ أَعْشَاشَه

فِي أَعَالِي النُّفُوسِ

 يُسَمِّي الرَّصِيْفَ طَرِيقًا

فَلاَ تَهْتَدِي الطُّرُقَات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *