أ.عراب القصيدة
أولئك اللواتي يقفن على حافة الصمت، يلوحن للغروب، يتوسلن بسلام الليل الذي يعانق آخر حدود الحلم.
هن من يراودهن الفجر، لكنهن لا يتأملن النور كما نتأمله نحن. يتحدثن عن الرب بين طيات المعصية، وهن يعلمن أن كل خطيئة هي خيط رفيع يصل بينهن وبين ما لا يُقال.
الشاعرات اللواتي حملن في قلوبهن كل هزيمة، وهن يعلمن أن الحروب لا تُخلف شهداء الشعر، بل تجعل طعم الحياة مراً حين يعدن للمدينة ويكتشفن أنهن فقدن القدرة على التذوق. هن اللواتي يعددن صياغة النصوص المقدسة كما يعددن ترتيب أحلامهن في مرآة الصباح، يضعن الألوان على شفاههن كما يضعن الأسئلة على حدود العالم.
يرتدين تنورات قصيرة لتكشف عن جزء من الحقيقة التي يخفينها خلف نظراتهن. يفكرن بأبعد الحلول، وهن يعرفن أن الوقت لا يزال يسبق الفجر، وأن القيامة ليست سوى فكرة تتأجل كلما اقتربت. أحبهن جميعاً، وربما لهذا السبب تأخر نضوج الفكرة، لأن الحب هو ما يحول بيني وبين إدراك نهاية النص.
هو ما يجعلني أستمر في الحلم، في كتابة الشعر الذي لا يكتمل إلا حين يموت العالم بين يدي..