أ.خالد الجويد

قدرك أن تختطفها يد المنون قبل أن تلامس يداك أنامل يديها …قدرك   أن ينأى بها الموت بعيدا قبل أن تودع عيناك عينيها … أن يتوسد رأسها التراب قبل أن تتوسد ذراعيك لتطوي صفحة حفرت حروف الموت نهايتها فوق صمت الغياب…

لا أدري كيف يمكن لقلبك الذي كان يتقاسم الفرح معها أن يحتمل الآن تقاسم الحزن مع جسدها المسجى أمام عينيك وقد غادرت روحه أنفاس الحياة …. لا أدري كيف يمكن لروحك التي تعلقت بها كل هذه السنين أن تجد لها فوق دروب الحياة طوق النجاة..

كنت تعلم أن الأسقام قد لوت قلبها بكل هذا الألم ليصبح طعم الاشتياق للحياة في فمها مرا أكثر مما يجب وتعلم أن صراع روحها من أجل البقاء والتشبث به بما تبقى لها من هذا الجسد المنهك الذي أرهقه المرض لم يعد يعنيها لأن روحها التي كانت تصارع من أجل النجاة قد خارت قواها ولم تعد تشتاق إلا للقاء ربها…

أعلم أن ضجيج رحيلها سيبقى في صدرك نارا يستعر جمرها حزنا كلما مرت على بالك ذكراها…

أعلم أن رائحة عطرها ستبقى تملأ أنفك ريحانا كلما هبت نسائم هواها …وأن صدى صوتها سيظل يتردد على مسامعك ولن تجرؤ ذاكرتك على وأده حتى وإن توارى عنك محياها

 فقل لي الآن كيف أواسيك في مصابك والدمع في حضرة الغياب يفتقد مواكب العزاء

كيف أرثيها وهل يمكن لوجع الفقد أن ينصفه الشعر أو تمسح دمعه قصائد الرثاء …فاقبل مني حزني الصامت على رحيلها فما عاد للغريب في المنفى إلا البكاء … وأقبل مني دعائي الصامت لها فما عاد يجدي في حضرة الموت إلا الدعاء 

لروحها النقية ألف رحمة ولجسدها الممتلئ طهرا ألف نور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *