أ.شكري علوان
رسالتي إلى والدي:
أَبِي قَـــدْ كُنْتَ لِي مَثَلًا
فَأَنْـــتَ الْجُـودُ والْكَــرَمُ
وَأَنْـتَ الْبَذْلُ والْإِخْـــلَا
صُ لَا يَنْأَىٰ بِكَ الصَّمَمُ
تُرِينَــا الْــــوَجْـهَ مُبْتَسِمًا
وَيَخْفَيٰ فِي الْحَشَا الضَّرَمُ
وَتَسْعَى – الدَّهْرَ- مُجْتَهِدًا
لِيَهْفُــوَ حَـــوْلَنَــا النَّسَـــمُ
رَعَـــــاكَ اللهُ يَـــــا أَبَتِي
ولَـــمْ تَلْحَقْ بِـكَ الظُّلَــمُ
رسالتي إلى أمي:
أَيَــــا قَمَرًا بِهِ نَزْهُـــــو
ويَـا شَمْسًا كَمَا الـــزَّهَرِ
أَرَاكِ فَتَــــاةَ أَحْـــلَامِي
مِـنَ الْغَيْــــدَاءِ والْخَفَـــرِ
فَأَنْـتِ الْحُــبُّ فِي صِدْقٍ
وأَنْـــتِ الـدِّفْءُ بِالسَّحَـرِ
لَقَــدْ كَافَحْتِ مِـنْ أَجْلِي
بِـــلَا يَـــأْسٍ ولَا ضَجَـرِ
رَعَـــــاكِ اللهُ يَــــا أُمِّـي
بِطُـولِ الــــدَّهْرِ والْعُمُـرِ
رسالتي إلى زوجتي:
أَيَـا حُبًّا بَـــرَىٰ جَسَدِي
أَغَــارُ عَلَيْكِ مِــنْ نَفْسِي
ولَـــوْ تَلْــوِي بِنَا الـدُّنْيَا
أَرَاكِ الْقَلْـــبَ، بَلْ حِـسِّي
يَهُونُ الصَّعْبُ فِي يَـوْمٍ
إِذَا مَــا كُنْــــتِ لِي أُنْسِي
قَضَيْتِ الْعُمْـرَ فِي قُرْبِي
فَيُمْحَـَـا بِالْهَـــوَىٰ يَأْسِي
رَعَـــــاكِ اللهُ يَـــا أَمَلِـي
فَأَنْــــتِ الْعَـــوْنُ بِالْبَأْسِ
رسالتي إلى إخوتي:
بِكُــمْ أَقْــوَىٰ عَلَى الزَّمَنِ
بِكُــمْ أَرْنُــــو إِلَى السَّكَنِ
تَقَــــرُّ بِقُرْبِكُــــــمْ نَفْسِـي
بِـلَا خَـــوْفٍ ولَا وَهَــنِ
فَصِـدْقٌ قَبْــلَ قَــــوْلِكُـــمُ
وحـــــبٌّ دام بالـزمــــن
أُحِـــــسُّ بِظِلِّـكُــــمْ أَمْنًـا
فَيَحْلُـو الْعَيْشَ بِالْـوَطَـنِ
رَعَاكُــــمْ بِالْعُــــلَا رَبِّـي
إِلَـٰهُ الْفَضْــــــلِ والْمِنَـنِ
رسالتي إلى ولدي:
بَـدَوْتَ بِوَجْهِكَ الْبَــاهِي
فَــذَابَ الْقَلْــــبُ مُنْتَشِيَـا
تَبِيــتُ بِعُمْقِ أَحْضَــانِي
فَيَـأْتِينِي الْهَــــوَىٰ وَحْيَـا
كَـــأَنِّي مِنْـــكَ ظَمْـــــآنٌ
أَرَاكَ فَأَرْتَـــــوِي رَيَّــــــا
وَلَـــوْ عَلِمَ الْـوَرَىٰ حُبِّي
لَمَـــا عَابُـــــوا أَمَــالِيَّــا
رَعَــــاكَ اللهُ يَا وَلَــــدِي
وَعِشْـــتَ الْعُمْــرَ مَحْفِيَّـا
رسالتي إلى أصدقائي:
أَخِــــــلَّائِي وأَحْبَـــــابِي
لَقَـــدْ قَــرَّتْ بِكُمْ عَيْنِي
لَأَنْتُـــمْ زَهْــــرَةُ الـــدُّنْيَا
بِصُحْبَتِكُـمْ عَـــلَا شَأْنِي
قَضَيْنَا الْعَهْـدَ فِي قُـــرْبٍ
ومَـا حَلَّـتْ عُـرَىٰ الْبَيْنِ
تَعَالَــــوْا بِالهُــدَىٰ نَمْضِي
بِغَيْرِ الْهَــــــمِّ والْحُــزْنِ
ويَــــا رَبِّــــي أَدِمْ وُدِّي
لَهُــمْ مِـــنْ غَيْرِ مَـــا مَنِّ
