أ.إبراهيم طلحة
سَهِرَا معًا حتَّى الصَّبَاحِ ودردشا
وعلى رُمُوشِ العَيْنِ حُبُّهُما مَشَى
ضَحِكَا لِسَاعاتٍ ولَمْ يتوقَّفا
وتبادَلا الشَّغبَ البَرِيءَ وفَرفشا
باحا لِبَعضٍ.. عَبَّرَا بطريقةٍ
عفويَّةٍ.. بَحَثَا “سَوِيًّا“.. فَتَّشَا
سمعا أغاني العندَليبِ وسَلْطَنَا
من بعدها سمعا فريدَ الأطرشا
وتَنَقَّلا بينَ الأغاني كُلّها
حتَّى إذا سمعا صلاح الأخفشا
سمعا عبارةَ “حوَّشُوا لي كُلّهُمْ“
فهُما كذلكَ حولَ بَعضٍ حَوَّشا
قالَتْ: أُحِبُّكَ، وانْتَشَتْ، فأجابَها:
وأنا أُحِبُّكِ – يا حياتي – وانْتَشَى
هِيَ وَشْوَشَتْ لِحَبِيبِها وتَبَسَّمَتْ
خَجَلاً، فَوَشْوَشَ – حِينَذاكَ – وَوَشْوَشا
ورنا إليها ثُمَّ حَطَّ عيُونَهُ
بِعيُونَها، فَتَعَطَّشَتْ وَتَعَطَّشَا
الوِردُ زادَهُما – وهذا وارِدٌ –
عَطَشًا شَدِيدًا، والهوى يكوي الحشا
سألَتْهُ: إبراهيمُ عَنِّي شَارِدٌ؟!
فأجابَ: ليسَ سوى شُرُودكِ يا رشا
وأراكِ كاليَمَنِ السَّعِيدِ حَزِينَةً
قالَتْ: دَعِ الأيَّامَ تفعل ما تَشَا
يا سِحرَ عينَيْها وسِحرَ كَلامِها
الحُبُّ ما أحيا النُّفُوسَ وأنْعَشَا
شَامِيَّةٌ وأُحِبُّ شامةَ خَدِّهَا
وأُحِبُّ جِسْمًا بالخضابِ مُنَقَّشا
وتقولُ: “بَلَّشْنَا“؟! فأضحكُ قائلاً:
قلبي وقلبُكِ – بِنْتَ عمّي – “بَلَّشا“
الشَّامُ واليَمَنُ، الفؤادُ ونَبضُهُ
فتبارَكا مهما الزَّمَانُ تَوَحَّشَا
والعالَمُ العرَبيُّ قَلْبٌ واحِدٌ
كَتَمَ البُكاءَ، وما اسْتَطَاعَ، فَأَجْهَشَا
لكِنّهُ سيعودُ يومًا ثائرًا
لِيَهُزَّ أنْظِمةَ الطُّغَاةِ ويرعشا
قالَتْ: أظُنُّكَ ساحِرًا لا شاعِرًا
والشِّعْرُ ما سَحَرَ القُلوبَ وأدهَشا