د.عبد الباسط البيرم
إن كان يفتك بالأحرار سافلنا
وينشد العزّ بالإجرام سوقينا
فانثر على جسد الآلام نائحةً
واضرب على وتر الأحزان وارثينا
مَنْ ذا يطهّر من رجسٍ مرابعنا
ويمسح الدمع ما انهلّت مآقينا
يا صانعاً ألماً يخزيك من سّخِفٍ
أنتَ اللقيطُ بنا يا شامتاً فينا
من شامنا سطعتْ للكون بارقةٌ
واستبشرتْ أممٌ من نور هادينا
نحن الذين إذا ما الخطبُ داهمنا
ثار الفوارسُ منا والميامينا
لا نرتضي ضيماً من خائنٍ سفحتْ
في حمله مومسٌ بالعهر يصلينا
إنّا إذا حفنة في أرضنا خانوا
نفدي بأرواحنا أمجاد ماضينا
ما نام فينا جبانٌ عن منازلةٍ
أسيافنا تغزو من بات يغزونا
مهما تعاظمت الأحزانُ في وطني
وخالها اليائسُ المقهورُ تشقينا
فسادةُ الشرقِ ما رقّت عزائمنا
طُهرٌ حرائرنا.. خزيٌ أعادينا
خيولنا وثبتْ ضُمرٌ مسوّموةٌ
بين الوغى صمدتْ بالطعن تفدينا
ما غرّبتْ شمسُنا إلا بمكرُمةٍ
فاضت على مَنْ دوننا عزّاً وتمكينا