أ.محمد عبد الرحمن كفرجومي
طِفْلٌ يغنِّي لِلْقَمَر:
يابدرُ مالكَ والبشَر؟!
ترنو إليهمْ عابِسًا
وعلى محيّاك الْكَدَر ؟!
أرَمَوْا عَليكَ حِجارةً
لمْ تَحتَمِلْ ألمَ الْحَجَر؟!
فَتَسَاقَطت مِنكَ الدِّما
فوق الروابي والشجَر؟!
فأجابَهُ ذاك القَمَر:
يا طفلُ دونَك والْحذَر..
اُدخُلْ لبيتِكَ آمنًا
فاللَّيلُ خَوْفٌ بلْ خَطَر..
فَأجابَهُ: ياسيّدي
لا تحسبنّي في الصِّغَر..
إنّي كبرتُ سنينَ من
تلك الكوارثِ في البشَر..
ماعُدتُ أخشى طارئًا
بَلْ كلَّ ما يُفضي القَدَر..
قل لي حبيبي يا قمر:
لِمَ أنتَ في هذا الكدَر؟!
إن لمْ تجبني سيّدي
إن لم تقلْ لي ما الْخَبر..
سَأَظَلُّ دَوْمًا هاهُنا
و إلَيْكَ أسْتَرِقُ النظَر..
فأجابه مُتأفِّفًا؛
والنُّورُ يقطرُ كالدُّرَر:
يا طِفلُ هيَّا فاستمِع
وانظر إلى تلكَ الصُّوَر..
أُذُناكَ لا تغلقْهُما
دقِّقْ بما يأتي البصَر..
وأراهُ أفلامًا بها
مِن بعضِ أفْعالِ الْبَشَر..
هذا كَذوبٌ حاقدٌ
ذاكُمْ بِهذا قَد غدَر..
فخيانَةٌ ورذائلٌ
وجَرائمٌ كَمْ تُسْتَطَر!!
شيءٌ قبيحٌ شائنٌ
لَمْ يُبقِ خيرًا أو يَذَر..
الطفلُ عادَ لبيتِهِ
إذ نامَ يَحلُمُ بالسَّفَر..
منْ عالمٍ مُتَشاكِسٍ
فيهِ الأذِيَّةُ والضَّرر..
لِعَوالِمٍ مَجهولَةٍ
فيها يَكونُ الْمُستَقَر..