أ. محمد عبد الرحمن كفرجومي
إلهي؛ عليم أنتَ ما فيه خاطري
لأنَّكَ ذو علمٍ بكلِّ السَّرائرِ
إليكَ أيامنَّانُ أشكو مذَلَّةً
ألمّت بنفسي واسْتباحَت مَشاعِري
هُمومي رمتني كالْفريسَةِ هامدًا
وهمّت بقلبي كالذِّئابِ الْكَواسِرِ
لقد نَهَشَتني دونَ دونَ هوادَةٍ
ولَمْ تُبقِ منّي غيرَ مُهْجَةِ عاثرِ
ولكنّني رغْمَ التألُّمِ صابِرٌ
إلى رحمةٍ–ربَّاهُ –ترنو نَواظِري
عَساها ستأتي بانْشراحٍ مُضاعَفٍ
وتُمْطِرُ في الأنحاءِ غيثَ بشائرِ
وما كنتُ أشكو لابنِ أنثى مُصيبَتي
ولستُ بهذا لِلْوَرى بِمُجاهِرِ
يقيني–إلهي– أنَّ حزني سينجَلي
وتَحلو حياتي بعدَ تلكَ المَرائرِ
دُعائي إلى ربِّي سُؤالُ مَحَبَّةٍ:
أتُزري بِقَلْبٍ بالتَّصَبُّرِ عامِرِ؟!
فحاشاكَ خذلانًا تضرُّعَ سائلٍ
يَمُدُّ يديْهِ الراجِفاتِ لغافِرِ
عُيوبي وإنْ كانت تفوقُ مَحاسِني
فلي أَمَلٌ في أنَّ عَفْوكَ غامِري