فراشة أنت
أ. عادل سميح
فراشة أنت.. تنتظرين على حافة الضوء وما بين اندفاعك ومابين الخوف..تحلقين
وعلى حافة اللهفة وفي انتظار لحظة ضوء تكتبين حكاية…
حكاية تروي تاريخك في لملمة كل ماسقط وجبر كل ثمين انكسر ورفع كل ما وقع
وأنت؛ من الذي يجبر خاطرك ويمنع روحك من السقوط في هوة الوحدة والشجن؟
من يغزل القطع المتناثرة داخلك؟ من الذي يرسمك؟ ويكتبك ويلملم الياقوت المتساقط من عينيك ويعيدك جوهرة في علبة الذهب؟
أيتها الوحيدة والفريدة أيتها الغريبة والقريبة أيتها الشقية والبهية والحزينة والرقيقة أيتها المقاتلة والعنيدة والصامدة… من وهبك رقة الياسمين وثبات الأشجار؟ علميني كيف تكبر الوردة في ثنايا الشوك؟
كيف تبكين وتضحكين …كعاشقة تجيد الحب ولم تأخذ حظها من الفرح
تفرحين وتحزنين.. كفراشة حائرة اقترب قلبها من الضوء كثيرًا فاحترق
الآن سوف أذكرك لعل الله يأتى بك مكبلة بعد سنوات لتسأليني عن الروح كيف تحن وأنا سأحدثك عن العقل كيف يجن…
ألف عام من الحب وأنا أركض خلفك كحصان وأنت تطيرين فوقي وأمامي مثل يمامة بيضاء تبحث عن خلاص
حدثيني عن مخاوفك وسأحدثك عن العشق الذي سيأخذك….
حدثيني عن أبيك وسأحدثك كيف أذوب ولعًا في مآقيك……
حدثيني عن أمك وسوف أخبرك كيف وقعت أسيرًا لسحرك..
حدثيني عن خالك وسأخبرك أني لا محالة في حبك هالك…..
حدثيني عن ابنتك وأنا سوف أحدثك عن كل ما يثير همتك…
حدثيني عنك ..حدثيني عن عينيك وعن شفتيك وعن رمان خديك وقرط أذنيك ورسم حاجبيك وكبرياء أنفك ونقاء معدنك وحلو حديثك ومزاحك اللطيف وشقاوتك أحيانا ووقارك كثيرًا وخيالك الخصيب وروحك العطرة وصوتك الحبيب وذكائك الوفير وعقلك الحكيم وهواجسك الطفولية…
ليتني قطفت عنقود كرمك مبكرًا ..ليتني كنت بالجوار
وقرب بابك أو تحت نافذتك أو خلف أسوارك
ليتني التقيت بك مبكرًا قبل كل نصيب وكنت لك أول حبيب
في نهاية الأشياء تظلين أنت الفراشة…أنت الشجرة .. أنت النبع .. أنت الوهلة الأولى للدهشة .. أنت الفيضان وأنت النهر أنت الصادقة وأنت الوعد..
أنت الفرح وأنت الحزن..تحدثي كثيرًا ..أحب هذه الموسيقى