د. أحمد جاد

كَالْأُسْدِ يَحْمِلُ ([1]) وَ«السِّنْوَارِ» مُسْتَبِقا
 
رَوَائِحُ النَّصْـرِ تَحْكِي الْمِسْكَ مُعْتَبِقَا!
  
لَمْ يَقْبَلِ الْوَشَقُ الْخُذْلَانَ فِي عَرَبٍ
 
عَنْ نُصْـرَةِ الْحَقِّ رَغْمَ الْجَورِ فَانْطَلَقَا!
  
فِي هَدْأَةِ الْلَّيلِ يَأْبَى النَّومَ فِي دِعَةٍ
 
حَتَّى يَؤُوبَ مَعَ الْإِشْرَاقِ مُغْتَبِقَا
 
أَعْذَرْتَ مِنْ وَشَقٍ يَأْبَى مُهَادَنَةً!!
 
أَنَّى يَصُونُ حُقُوقَ الْجَارِ مَنْ خَرَقَا؟!
 
يَا حَارِسًا لَمْ يَزَلْ لِلْحَقِّ مُسْتَنِداً
 
مَا زَالَ يَزْأَرُ فِي الْأَعْدَاءِ مُخْتَرِقَا:
 
أَمْسِكْ خِرَافَكَ عَنْ غَزْوٍ لِمَوْطِنِنَا
 
لَا دَامَ نَصْـرُكَ مَوْثُوْقاً وَمُخْتَلَقَا
 
اِرْجِعْ إِلَيهِمْ، فَمَا أَوفَيْتَ، ذَا خَبَرٌ
 
لَنَأْتِيَنَّهُمُ كَالْلَّيْلِ مُنْطَبِقًا
 
مَنْ يَبْتَغِ الدَّرْبَ لِلْأَقْصَـى وَمَقْدِسِنَا
 
هَا قَدْ أَبَانَ لِأَهْلِ الْقِبْلَةِ الطُّرُقَا
 
لَيتَ الْعُرُوبَةَ تَدْرِي مَا دَرَى قَدِمًا
 
ذَاكَ الطَّرِيقُ إِلَى الْأَقْصـَى فَكُنْ حَذِقَا
 
لِلْجَارِ حَقٌّ وَلِلْإِسْلَامِ مَلْحَمَةٌ
 
فَاجْتَاحَ كَالسَّهْمِ فِي الْأَعْدَاءِ مُسْتَبِقَا
  
لَا يَسْتَوُونَ خَبِيثٌ بَاعَ مَوْطِنَهُ
 
وَمَنْ تَسَامَقَ فِي ذَودٍ وَمَنْ عَشِقَا
  
فِيْ أَرْضِ غَزَّةَ وَالطُّوفَانِ مَلْحَمَةٌ
 
أَكْمِلْ مَسِيرَكَ يَابْنَ الْأَرْضِ مُعْتَنِقَا
  
قَدْ أَخْجَلَ الْوَشَقُ الْمِغْوَارُ أَنْظِمَةً
 
لَا تَعْرِفُ الْخَيرَ إِلّا بَعْضَ مَا اتَّفَقَا
  
تَرْعَى جُيُوشًا تَرَى فِي الْحَرْبِ مَهْلَكَةً
 
صُنْوُ الْجَرَاْدِ عِدَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَا
  
كَمْ جَيشِ سُوءٍ لَهُ فِي الْبَغْي مِنْ نِقَمٍ
 
تَأْبَى الذِّئِابُ مِنَ الْإِجْرَامِ أَنْ تَثِقَا
  
عِنْدَ النِّزَالِ فَلَا حِسٌّ وَلَا خَبَرٌ
 
وَفِي الرَّخَاءِ يُرَى كَالسَّهْمِ مُنْبَثِقَا
  
رَأْسُ الْعُرُوبَةِ شَيطَانٌ وَطَاغِيَةٌ
 
فِيْ كُلِّ أَمْرٍ يُرَى لِلْغَدْرِ مُعْتَنِقَا
  
بَاعَ الْعُرُوبَةَ وَالْإِسْلَامَ فِي نَسَقٍ
 
يُبْدِي الْخُنُوعَ لَدَى الْأَعْدَاءِ مُرْتَفِقَا
  
وَيْحَ الْعُرُوبَةِ نَابَتْ فِي الْوَغَى الْوَشَقَا
 
كَأَنَّمَا الْذَّودُ بَابٌ بَاتَ مُنْغَلِقاً!!
  
مَا بَينَ مختبئٍ فِي جُحْرِ غَدْرَتِهِ
 
فِي الْغَدْرِ يَسْتَبِقُ الْأَخْبَارَ مُسْتَرِقَا
  
وَبَيْنَ مُنْكَشِفِ الْأَحَقَادِ فِي صَلَفٍ
 
أَبْدَى الْعَدَاوَةَ لِلْأَحْرَارِ مَا خَفِقَا
  
فِيْ حَضْـرَةِ الْوَشَقِ الْأَقْوَالُ قَاصِرَةٌ
 
لَيتَ الْعُرُوبَةَ حَاكَى فِعْلُهَا الْوَشَقَا
  

***


  ([1]) أي على الأعداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *