أ.صلاح أمين
عَجَزَ اللِّسَانُ عَنِ الْعِتَابِ لَأَنَّنِي
غَضُّ الْفُؤَادِ أُحِبُّ مِنْ أَعْمَاقِي
لَيْتَ الَّذِي وَهَبَ الْحَيَاةَ بِقُبْلَةٍ
قَتَلَ الْفُؤَادَ بِلَحْظِهِ الْحَدَّاقِ
فَهِيَ الدِّيَارُ فَلَنْ نَعِيشَ بِمَأْمَنٍ
مِنْ غَدْرَةٍ أَوْ طَعْنَةٍ بِفِرَاقِ
قَدْ خَابَ مَنْ ظَنَّ الْحَيَاةَ رَفِيقَةً
تُغْرِي الرِّفَاقَ بِبُهْرِجٍ ونِفَاقِ
فَإِذَا سَعِدْتَ بِطِيبِ بَعْضِ ثِمَارِهَا
فَاجْرَعْ هُمُومًا مِنْ زَمَانٍ بَاقِ
لَا يَخْدَعَنَّكَ دِفْءُ حِضْنِ عِنَاقِهَا
سُمُّ الْأَفَاعِي سَالَ بَعْدَ عِنَاقِ
وأَتَيْتُهَا وَالْبُرْءُ لَثْمُ شِفَاهِهَا
ولَقَدْ حَسِبْتُ رُضَابَهَا تِرْيَاقِي
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ والْبَرَاءَةُ فِطْرَتِي
أَنَّ الْمَنَايَا بَعْضُ كَفِّ السَّاقِي
الْحُبُّ فِي زَمَنِ الْمَنَافِعِ سِلْعَةٌ
تَغْلُو وتَرْخُصُ دُونَمَا أَخْلَاقِ
مَنْ لِي بِقَلْبٍ لَوْ يَثُورُ مُعَاتِبًا
مَلَكَ الْفُؤَادَ بِدَمْعِهِ الرَّقْرَاقِ
سَكنَ السَّلَامُ عَلَى الْجَبِينِ ولَفْظُهُ
يُهْدِي الضِّيَاءَ لِقَلْبيَ الْمُشْتَاقِ
وإِذَا نَظَرْتَ لَمَحْتَ صِدْقَ وِدَادِهِ
قَلْبُ الْمُحِبِّ تَرَاهُ فِي الْأَحْدَاقِ
وإِذَا تَحَدَّثَ لَا تَرَاهُ مُرَائِيًا
عِنْدَ السُّكُوتِ الْعَيْنُ مِنْ عُشَّاقِي
وكَأَنَّمَا قَلْبٌ تَقَسَّم بَيْنَنَا
وكَأَنَّ رُوحًا نَحْتَوِي وَنُلَاقِي
كُفِّي عُيُونِي عَنْ دُمُوعِ تَرَحُّلِي
مَاذَا أُعِيدُ بِدَمْعِيَ الْمُهْرَاقِ
هَلْ عَادَ قَلْبٌ لِلْحَيَاةِ ونَعْيُهُ
طَافَ الْبِلَادَ وجَالَ كُلَّ أَفَاقِ