أ.فائزة القادري
كيف ابتعدتم؟
قلبُها كم يسألُ
كيف الغيابُ مخاتلاً يتسلَّلُ؟
كيف الحياةُ بدونكم تمضي بها
وهي الّتي عن ضمّكم لا تغفل؟
لازال في صَدرِ الحنانِ أَسِرَّةٌ
ودثارُ هدهدةٍ ووحيٌ يهدلُ
لازال سقفٌ شاهقٌ..
أكتافُه جبرُ الخواطرِ،
هل سواها المنزلُ؟
لا زال فيض الله في إحسانها
وَسْماً وإسماً مغدقاً لايبخلُ
نحن الجراحُ ومسحةٌ من كفها
أثرُ المسيحِ مُبلسِماً يتغلغلٌ
نحن وحزن الكون مشتعلٌ بنا
غيثاً مغيثاً بالعناية تهطلُ
نحن التشتُّتُ، غربةٌ ومداركٌ
دربُ استقامتها يُعيدُ ويُوصِل
ونَضيعُ، يخفي الليلُ كيداً ضوءَه
يا وجهَها شمسَ الهداية يُشعلُ
نحن الطفولةُ شملُنا في حِضْنها
نحن العِطاشُ ومن رضاها ننهلُ
نحن انتشارُ عبيرِها وربيعِها
ونقاؤها فينا النّدى المتأوِّلُ
أمي سنين الصّبر.. آاااه حقلها
بمواسم الغفران فقهاً تَشتلُ
أمي العفافُ، “خديجة” في عطفها
طُهر الشمائلِ، “مريمٌ” تتبتّلُ
أمي الملايين الّتي في روحها
ذراتُ حبِّ ال “يؤثِرُون” الأمثل
يا طِيْبةً تكفي البلادَ، بخبزِها
قمحٌ وملحٌ بالبساطة يُجبلُ
كم أوقَدت فجراً بشعلةِ دعوة
فانثالتِ البشرى كصبحٍ يُسدَل
وكم استجابَ الله.. يكرمُ دمعَها
ما خاب دمعُ أمومةٍ يتوسَّلُ
من قال أمُّك ثم أمُّك كافلٌ
من ثم أمُّكَ.. بالكرامِ مكفَّلُ
ما البرُّ إلا في المنازلِ كوكبٌ
والحظُّ في سُكنى الكواكبِ أوَّلُ
الحقُّ إتقانٌ وأمي أهلُه
أمّي الثباتُ.. يقينُها متأصِّلُ
نأوي إليها.. المؤنساتِ وسرَّنا
والمُتعبينَ.. فتحتفي وتدلِّلُ
إرثٌ ملاحتُها وضوءٌ ذكرُها
أمي الجليلةُ والحضور الأجمل
بي خوفها وال “لا تصدق” يُتمَها
بي صَفحها إن جار جارٌ يجهلُ
أنا دمعةٌ الأعياد، شمعة أوجها وأنا عناقٌ غامرٌ لا يرحل